في إطار جهودها المستمرة لترسيخ ثقافة المواطنة الرقمية وحماية الناشئة في الفضاء السيبراني، أصدرت وزارة التربية الوطنية وثيقة تأسيسية بالغة الأهمية: المراسلة رقم 22-0028، بتاريخ 17 يناير 2022. لا تمثل هذه المراسلة مجرد إعلان، بل هي خارطة الطريق الرسمية التي تحدد إطار وآليات تفعيل الحملة الوطنية الخامسة حول الاستعمال الآمن للإنترنت بالمؤسسات التعليمية، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للإنترنت الآمن لسنة 2022.
في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذه الوثيقة لنستجلي أهدافها، ونفهم محاورها، ونقدمها كأداة عملية بين يدي كل الفاعلين التربويين.
ماذا تتضمن المراسلة الوزارية؟
تعتبر المراسلة بمثابة دليل تنظيمي يهدف إلى توحيد الجهود وتوجيهها لضمان نجاح هذه الحملة الوطنية الهامة. ومن خلال تحليلنا لمثل هذه الوثائق، يمكننا استنتاج أنها ترتكز على عدة محاور أساسية:
- تحديد الأهداف الرئيسية: تسعى الحملة إلى تحقيق أهداف واضحة، أبرزها رفع مستوى الوعي بمخاطر الإنترنت، تزويد التلاميذ بالمهارات اللازمة لحماية أنفسهم، وإشراك الأسر في المجهود التوعوي.
- شعار ومحاور الحملة: غالبًا ما تحمل كل حملة شعارًا رئيسيًا، مثل "معًا من أجل إنترنت أفضل"، وتدور حوله محاور محددة كالتحرش الإلكتروني، حماية البيانات الشخصية، ومصداقية المحتوى الرقمي.
- برمجة الأنشطة المقترحة: تدعو المراسلة المؤسسات التعليمية إلى تنظيم سلسلة من الأنشطة الميدانية، من قبيل:
- ورشات عمل تفاعلية.
- عروض ومحاضرات توعوية.
- مسابقات في إنتاج موارد رقمية (فيديو، ملصقات).
- لقاءات مفتوحة مع أولياء الأمور.
- تحديد أدوار الفاعلين: توضح الوثيقة دور كل طرف في إنجاح الحملة، من الإدارة التربوية، إلى الأساتذة، ومنسقي الأندية، ووصولًا إلى الشركاء الخارجيين.
أهمية هذه الحملة للمعلمين والآباء
هذه المراسلة ليست مجرد ورقة إدارية، بل هي دعوة مفتوحة للانخراط. بالنسبة للمعلم، هي مرجع رسمي يمكن الاستناد إليه لتنظيم أنشطة صفية هادفة. وبالنسبة لولي الأمر، هي مؤشر على أن المؤسسة التعليمية تأخذ السلامة الرقمية على محمل الجد، وفرصة للمشاركة والتكامل مع جهود المدرسة.
تحميل المراسلة الرسمية كاملة
للاطلاع على كافة التفاصيل التنظيمية، والجداول الزمنية، والتوجيهات الرسمية الكاملة الصادرة عن الوزارة، يمكنكم تحميل النسخة الأصلية من المراسلة بصيغة PDF مباشرة من موقع الوزارة عبر الرابط التالي:
إن نجاح الحملة الوطنية الخامسة للاستعمال الآمن للإنترنت ليس مسؤولية الوزارة وحدها، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين في المشهد التربوي. فلتكن هذه المراسلة نقطة انطلاق لعمل دؤوب ومستمر، يهدف إلى بناء جيل واعٍ، قادر على الإبحار في العالم الرقمي بكل أمان وثقة.
0تعليقات