أكتب خطابا حجاجيا تعقب فيه على رأي اتهام حضارتنا بالإنغلاق وتبين من خلاله أن الحضارة الإسلامية ساهمت وتفاعلت في تقدم الأمم.
لطالما اتهمت حضارتنا بالانغلاق وعدم الانفتاح على العالم، ويرى أصحاب هذا الرأي أن حضارتنا الإسلامية ظلت منذ نشأتها حبيسة حدوده الجغرافية، رافضة أي اتصال من أي نوع كان بغيرها من الحضارات الأخرى. وأنا - بوصفي منتمية لهذه الحضارة التي أعتز وأفتخر بالانتماء إليها - أستغرب كيف يطلق هؤلاء مثل هذا الاتهام الباطل والادعاء الكاذب الذي لا أساس له من الصحة، فهل عاش هؤلاء يوما في حضارتنا، أم أنهم كانوا من المؤسسين لها؟! هل اطلع هؤلاء على تاريخ هذه الأمة الإسلامية التي نالت شرف الأفضلية على باقي الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصداقا لقوله تعالى: وكم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عني المنكرة؟ وهل أدرك هؤلاء أن احتفاظنا بهذا الشرف رهين بانفتاحنا على الناس وتوجيههم وإرشادهم ودعوتهم إلى الخير العام. إذا كيف يمكن أن ننغلق وديننا الحنيف يدعونا إلى هذا الأمر العظيم. بل أكثر من ذلك يحثنا على التعاون والتعايش مع غيرنا من أهل الديانات السماوية الأخرى. ألم يعلموا بأن انفتاحنا عليهم هو السبب في تقدمهم وتطورهم؟ وإلا فعلى أي أساس بنوا حضارتهم التي يشهد التاريخ بأنها اعتمدت بشكل كبير على الحضارة الإسلامية التي أخذت منها كافة العلوم والمعارف الإنسانية وقام الأوربيون بتطويرها ليصلوا بفضلنا إلى ما وصلوا إليه من تقدم وازدهار.
وعلى ضوء ما سبق، أقول لكل من يتهم الحضارة الإسلامية بالانغلاق : مردود ولا أساس له من الصحة، لأن هذه الحضارة العظيمة ظلت منفتحة على أرجاء العالم على مر العصور، وما تزال كذلك إلى الآن.
للاطلاع على الدرس ونماذج اخرى يرجى النقر هنا
اقرأ أيضا