تفاوت بين الأكاديميات وبين العام والخصوصي يربك التلاميذ
أصدرت وزارة التربية الوطنية الأطر المرجعية، بعد أشهر من مطالبة الأساتذة لها بالإفصاح عنها، خاصة أنها تتعلق بالمواد المدرسة في السنوات الإشهادية، والتي تكون بمثابة تأطير للمادة، سواء تعلق الأمر بالكفايات والتعلمات أو الجانب البيداغوجي والزمني، إضافة إلى طريقة الامتحان، وهذا الأمر أصبح يطرح أكثر من سؤال خاصة بعد رصد تفاوتات كبيرة بين الأوساط المدرسية. وتكمن إشكالية الأطر المرجعية، في أنها ستحدد دروسا وفصولا سيمتحن فيها التلميذ، دون التأكد مما إذا كان الجميع قد استفاد من تلك الدروس، إذ هناك تفاوتات كبيرة، سواء داخل الأكاديميات، إذ أن تلاميذ بوزنيقة والمحمدية وبرشيد، لم يتوقفوا عن الدراسة، على سبيل المثال، بينما توقف تلاميذ البيضاء لمدة معينة، وهو ما يجعل ترتيب الدروس والحيز الزمني المخصص لكل منها، متباينا من مديرية إقليمية إلى أخرى، ومن أكاديمية جهوية لأخرى، ومن القطاع الخاص إلى العام.
وفي هذا السياق، قال مدير أكاديمية جهوية للتعليم، رفض ذكر اسمه، أن سؤال الأطر المرجعية، يجب أن تجيب عنه الوزارة، إذ يمكن أن تكون اختلافات، فرغم أنها لن تكون بحدة الموسم الماضي، «الذي باغتتنا فيه جائحة كورونا، إلا أنها يجب أن تنجز دراسة دقيقية في كل مديرية إقليمية على حدة، من أجل تشكيل خارطة وطنية، من شأنها أن تحقق مبدأ المساواة والإنصاف بين التلاميذ».
وأضاف المتحدث ذاته، أن الوزارة أصدرت تعليمات، منذ بداية الموسم الدراسي، من أجل عدم السقوط في التفاوتات، مبرزا أن الأوامر كانت واضحة، ووضعت خطة من أجل التغلب على جميع هذه التحديات، مبرزا أنه على صعيد الأكاديميات التي يسيرها، هناك اطمئنان كبير، خاصة أن تقارير أغلب المفتشين إيجابية، وليس هناك ما يدعو إلى القلق.
ومن جهة أخرى، فإن الآباء والتلاميذ لهم رأي آخر، خاصة أن الجميع يعلم أن نظام التناوب الذي اشتغلت به المدرسة العمومية، في جل المديريات كان له تأثير مباشر على الزمن المدرسي، مقابل القطاع الخاص، الذي تمكنت جل مدارسه من ضمان التعليم الحضوري للتلاميذ، وهو ما سيزيد من تقليص فرص المساواة والشفافية.
وفي السياق ذاته، فإن الوزارة أفرجت أخيرا عن الأطر المرجعية المحينة، إذ تتوزع، بين 62 إطارا مرجعيا محينا خاصا بالامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكلوريا، 12 تتعلق بالامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكلوريا، إضافة إلى 11 إطارا خاصا بالامتحان الجهوي الموحد لنيل شهادة السلك الإعدادي، وأخيرا أربعة أطر مرجعة محينة خاصة بالامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية، و78 إطارا خاصا بامتحان نيل شهادة التقني العالي.
عصام الناصيري