تحضير النص المسترسل ذهاب وإياب (الأولى إعدادي)
- المجال: السسكاني.
- المكون: النصوص المسترسلة.
- العنوان: ذهاب وإياب
- الكتاب المدرسي: المفيد في اللغة العربية.
نص ذهاب وإياب:
كان شدوان نائما بجسده، لكن رأسه صاح.. و الجسم ناء بأحمال النهار الطويلأقعى شدوان على سرير السعف.كان والده المسن يصدر أنَّاتٍ كأنها إبرٌ مدببات تُمزق أعصاب شدوان حتى تصل إلى أذنيه فَتَثْقُبَهُمَا، فيبقى الرأس صاحيا.قال شدوان لنفسه: يتمنى الشيخ المريض طبيبا، لكنه يخجل من الإفصاح، فالفرع يهتز حين تصيب الأصل صدمة ما، لكن ما فائدة الطب في سن الستين؟منذ أيام ذهب الشيخ بألمه المعتاد إلى المستشفى ووقف في الطابور حتى جاء دوره، فلم يتسع الوقت ليبسط ألمه کاملا على مائدة الطبيب العجول، وأعطوه مزيجا يعالج كل الأمراض.عاد الشيخ من المستشفى يسحب آلامه وكف عن التوجع، لكن شدوان كان متأكدا، أن الألم ما يزال.فالرجل صبور، وصح ما توقعه، فالألم بالأمس أطل واخترق نطاق الكتمان وانتشر في الدار.قال شدوان : لابد لهذا المريض من طبيب خاص، لكن من أين لنا أجر الطبيب الخاص؟ عندي فقط جنيهان ، لهما ضرورة أيضا .. لكن أبي ضرورة أكثر..نهض شدوان وحمل والده المسن خارج المأوى ودثره، ووضعه على الحمار بإحکام، نخس الحمار بعصاه فراح يتحرك متكاسلا، أداروا للقرية ظهورهم وأخذوا يخبون على الطريق المندی.ولم يكف الشيخ المريض من إرسال آهاته وأناته التي تنفذ إلى جسم شدوان کإبر حادة، أنسته كل آلامه اليومية وأدخلته في دوامة لا يَعرف لها نهاية، كان في ظن شدوان أن المسيرة سوف تُغرق أباه في الأمل و تخدر ألمه، ولكن السكة كانت طويلة والليل بارد، لا تسمع حتى نباح الكلاب، ولا عواء الذئاب.وفي الفجر، لاحت المدينة بأضوائها الوهاجة، ومبانيها الشاهقة، وحين دخلها الحمار بمن عليه ومن وراءه، كان النهار قد اتضح، ودبت الحركة في مفاصل المدينة، وكان شدوان قد بدأ يتضور، ويمني نفسه بوجبة دسمة في أحد مطاعم المدينة.کشف الطبيب على المريض بعد أن دفع شدوان في الخارج جنيها.قال الطبيب : هذا الشيخ بحاجة إلى عملية جراحية، ومضى يؤنب شدوان على التأخير.قال شدوان : ما كنا نعرف أن المرض خطير إلى هذه الدرجة.قال الطبيب: الآن عرفت، فما رأيك؟قال شدوان : اعملها فورا معي جنيه آخر.ضحك الطبيب بوقار وهو يعلن أن أجر العملية عشرون جنيها. وقع الخبر كالصاعقة على شدوان وجحظت عيناه ولم يدر ما العمل.قال الطبيب : أنا مقدر.. سأجعلها خمسة عشر، مساعدة مني إليك، احسم أمرك، فليس أمام أبيك وقت، فالعملية مستعجلة.قال شدوان سأبيع الحمار، انتظرني ساعة من الزمن، وخرج شدوان وهو يتمتم: أ أبيع الحمار .. ؟! جنون هذا، هل لنا غيره ؟ ترى ! الحمار وأبي في ميزان واحد! أعتقد أن أبي لم يبق مجديا، لكنه ما يزال أبي . أفكار غريبة راودته وهو في طريقه إلى السوق.انتهز الطبيب الفرصة فأصدر أمره بتجهيز غرفة العمليات وإدخال الشيخ بسرعة.بعد برهة زمنية عاد شدوان يلهث، دخل على الطبيب وناوله النقود، إنها خمسة عشر جنيها، ابتسم الطبيب بوقار وهو يدس النقود التي كانت حمارا في جيب وزرته، وقال بافتخار: نجحت العملية، لكن الرجل قد مات.حمل شدوا الجثة على كتفيه وغادر المدينة، ومضى يقطع الطريق وهو يردد: أنا أعرف أبي جيدا، لم يشأ الرحيل قبل أن يأخذ الحمار معه.صبري موسى
تأطير نص ذهاب واياب:
1) صاحب النص:
هو الصحفي ورئيس التحرير المصري موسى صبرى كامل. المزداد سنة 1925 بمحافظة أسيوط. التي حصل فيها على الشهادة التوجيهية ثم غادرها عام 1939، لينتقل للقاهرة للالتحاق بكلية الحقوق، حيث كان يدرس القانون إلا أنه كان مهتما بالصحافة، حيث اشتغل بها وتقلد عدة مناصب في عدة صحف.وله حوالي 24 مؤلفا سياسيا وأدبيا من أشهرها:
- وثائق حرب أكتوبر
- دموع بلا خطايا
- آدم يصرخ وحواء تستغيث
- تعليق على اعترافات كسينجر
2) الصورة:
المشهد الاول يمثل شيخا راكبا على حمار وبجانبه رجل وهما في طريقهما الى المدينة. المشهد الثاني الشيخ ممدد على السرير في المستشفى وامامه المعالج . وهناك علاقة ترابطية بين المشهدين والنص الذي يتحدث عن مرض الشيخ وتكلف ابنه بعلاجه واجراء عملية جراحية له انتهت بوفاته.
3) العنوان:
مركب عطفي ّذهاب واياب اي رجوع الذهاب معطوف على الاياب الذهاب وضده الاياب اي العودة والرجوع نقول انتصر الفريق ذهابا وايابا. وبعد قراءتنا للنص نفهم بان شدوان ذهب بوالده الشيخ المريض الى المدينة لزيارة الطبيب على الحمارلكنه يعود الى القرية بدونهما حيث يباع الحمار ويموت الشيخ.
4) نوعية النص:
فهم النص:
1) الشروح اللغوية:
- ناء بأحمال النهار: أثقلته أحمال النهار.
- أقعى: جلس على مؤخرته.
- دثَّرَهُ: غطَّاه
- يخبون: يسرعون في السير
- لاحت: ظهرت من بعيد
- يُمَنِّي: يعلل ويَعِدُ.
- يؤنب: يعاتبُ.
- صاح:من فعل صحا يصحو اي استيقظ - مستيقظ
- مدببات : مفردها مدببة اي حادة
- الافصاح : من فعل افصح اي اعرب وابان وعبر عما يحس به
- الطابور: الصف الطويل جمعها طوابير
- المندى : من الندى وهو الماء المتجمع في الصباح الباكر
- الوهاجة: الساطعة واللامعة
- يتضور: يتالم من الجوع
- جحظت عيناه:برزت من الاستغراب والدهشة
- يدس: يخفي
2) الحدث العام (الفكرة العامة ):
3) الأحداث الجزئية (الأفكار الرئيسية):
- إحساس شدوان بألم والده المسن رغم محاولة الشيخ التحمل لإخفاء ذلك.
- توجه شدوان رفقة والده بعد منتصف الليل نحو المدينة قصد عيادة طبيب مختص.
- معاتبة الطبيب لشدوان على التأخر في عرض والده على طبيب، ومطالته بإجراء عملية مستعجلة للشيخ.
- بيع شدوان الحمارَ لدفع مصاريف عملية ولده
- تسلم الطبيب للنقود وإعلانه لوفاة الشيخ رغم نجاح العملية.
- عودة شدوان للقرية حاملا جثة والده على كتفه.
تحليل نص ذهاب وإياب الأولى إعدادي:
1) الشخصيات الرئيسية وصفاتها:
الشخصية | صفاتها |
---|---|
شدوان | فقير - متأثر بحال والده - متردد - بار بأبيه |
الطبيب | انتهازي - متاجر في آلام الناس |
2) الحقول الدلالية:
الحقل الصحي | الحقل الاجتماعي والاقتصادي |
---|---|
يصدر أنات - الشيخ المريض- الطب - المستشفى - الطبيب - يعالج كل الأمراض - آلامه - كشف الطبيب على المريض - عملية جراحية - | سرير السعف - أجر الطبيب الخاص - عندي فقط جنيهان - أجر العملية عشرون جنيها - أبيع الحمار - النقود |
3) زمكانية النص:
الفضاء الزماني | الفضاء المكاني |
---|---|
النهار الطويل - منذ أيام - الوقت - في الفجر - | الدار - المستشفى - المدينة- الطريق إلى المدينة- عيادة الطبيب |
4) أساليب النص:
5) قيم النص:
تركيب نص ذهاب وإياب
نص ذهاب وإياب نص سردي يندرج ضمن المجال السكاني ويناقش قضيتين أساسيتين هما حرمان الفئات الفقيرة من الرعاية الصحية، واستغلال الأطباء لمعاناة المرضى وأسرهم، حيث إن شيخا عجوزا بعدما طال به الألم واشد وبعدما لم تجدي زيارته للمستشفى العمومي نفعا، قرر ابنه نقله إلى طبيب خاص في المدينة، ورغم معرفة الطبيب بأن الشيخ في مراحل متأخرة وأنه ميت لا محالة أصر على استعجال شدوان بإجراء العملية مما اضطره إلى بيع الحمار الذي كان معيله الوحيد من أجل دفع أجر العملية، ورغم وفاة الشيخ إلا أن الطبيب تسلم أجرته بكل برودة دم.
التركيب (نموذج 2):
يحكي الكاتب عن قصة شدوان الذي اضطر الى بيع الحمار لاجراء عملية جراحية لوالده الشيخ المريض ، لكنها للاسف لم تستطع ان تنقذه من مخالب الموت وذلك بعدما اضطر للذهاب الى المدينة لزيارة الطبيب حاملا الشيخ على الحمار الذي باعه لتغطية مصاريف العملية لكن الوالد يموت ويعود شدوان من حيث اتى ولكن هذه المرة بدون والده العجوز وحماره الذي تاسف على التفريط فيه. يصور النص الطمع الذي يتصف به بعض الاطباء حيث يستغلون الظروف المزرية لبعض الاسر ويبتزون اموالهم رغم علمهم بعدم اهمية التدخل الجراحي ولكنهم يصرون على ذلك للحصول على المال .