نص مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة:
إن التمييز بين الطبيعة وحالة المجتمع في غياب دلالة تاريخية مقبولة، يقدم قيمة منطقية تبرر بشكل تام استعماله كأداة منهجية من طرف علم الاجتماع الحديث، فالإنسان كائن بيولوجي، وهو في الآن ذاته فرد اجتماعي.ومن بين الاستجابات التي يقدمها للمثيرات الخارجية أو الداخلية، نجد بعضها يرجع كليا إلى طبيعة الإنسان بينما البعض الآخر يعود إلى وضعه الاجتماعي: وهكذا لن نجد أية صعوبة عند البحث عن مصدر الفعل المنعكس لرفة العين أو للوضعية التي تكون عليها يد الفارس بمجرد إمساكها بالعنان، لكن التمييز السابق ليس دائما أمرا سهلا: فأحيانا يستدعي المثير الفزيائي – البيولوجي والمثير النفسي – الاجتماعي، ردود أفعال من نمط واحد. ويمكن أنذاك أن نتساءل – كما فعل ” لوك ” من – قبل – هل خوف الطفل من الظلام يفسر بإرجاعه إلى طبيعته الحيوانية، أم إلى سماعه حكايات مربيته، أكثر من ذلك نجد في أغلب الحالات الأسباب غير متمايزة واقعيا، فجواب الذات كسلوك يعبر عن اندماج تام بين المصادر البيولوجية والمصادر الاجتماعية وينطبق هذا الأمر على موقف الأم اتجاه طفلها، أو على الانفعالات المعقدة لمشاهدة عرض عسكري.
إن نفي هذا التعارض، أو عدم تقدير قيمته، يمنع كل فهم للظواهر الاجتماعية، لكن عند إعطاء ذلك التعارض كامل بعده المنهجي، قد ننزلق إلى جعل مسألة الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة لغزا لا يمكن حله: فأين تنتهي الطبيعة؟ وأين تبدأ الثقافة؟ يمكن أن نتصور عدة طرق للإجابة عن هذا السؤال المزدوج، غير أنه اتضح إلى الآن أن كل هذه الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير…
لم يسمح إذن أي تحليل واقعي بادراك نقطة الانتقال من وقائع الطبيعة إلى وقائع الثقافة وآلية تمفصلهما، بيد أن النقاش السابق لم يفض بنا إلى هذه النتيجة السلبية فقط، بل أمدنا عن طريق وجود قاعدة أو غيابها في السلوكات تنفلت من التحديدات الغريزية بالمعيار الأكثر ملائمة للمواقف الاجتماعية، فحيث تبرز القاعدة، فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة وبصورة متماثلة، من السهل معرفة الكوني أو العام هو معيار الطبيعة، ذلك إن ما هو ثابت عند الإنسان ينفلت بالضرورة من مجال العادات، والتقاليد، والتقنيات، والمؤسسات التي عن طريقها تتمايز المجموعات وتتباين.
وفي غياب تحليل واقعي، فإن معياري القاعدة والكونية يقدمان مبدأ تحليل نظري يسمح في بعض الحالات وفي حدود معينة على الأقل، بعزل العناصر عن العناصر الثقافية التي تتدخل في تركيبات النظام الأكثر تعقيدا، لنقل إذن عن ما هو عام لدى الإنسان يعود إلى نظام الطبيعة ويتميز بالعفوية، وأن كل ما يخضع لقاعدة ينتمي على الثقافة ويتسم بصفات ما هو نسبي وما هو خاص.
مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة أسئلة الفهم
التعريف بصاحب النص:
فهم النص:
تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة والثقافة، ذلك أن الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، وكل الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير في الحسم فيه، ولقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة وما هو عام أساسين اعتمد عليهما للتمييز بين الطبيعة والثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة.
- الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية.
- النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع وتغيب في مجتمعات أخرى.
- الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات والتقاليد، والقوانين والمؤسسات الخاصة بمجتمع معين.
خلاصة فهم النص:
إشكالية نص مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة :
إشكالية نص كلود لفي ستراوس نموذج 1
إذا كانت بعض الإستجابات التي يقدمها الإنسان تعود إلى طبيعته الإنسانية بينما الآخر يرجع إلى وضعه الإجتماعي الثقافي، فكيف يمكن التمييز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي في السلوك الإنساني ؟
إشكالية نص كلود لفي ستراوس نموذج 2
- ما الطبيعة؟
- وما الثقافة؟
- وكيف يمكننا أن نميز بينهما لنقول هذا فعل طبيعي في الإنساني وذاك فعل ثقافي فيه؟
موقف صاحب النص:
المستوى المفاهيمي:
تحليل نص مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة
- تحليل نص مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة جدع مشترك
- تحليل نص مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة لستراوس
- تحليل نص ستراوس مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة
اطروحة نص مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة:
أفكار النص:
- إن الأفعال الإنسانية يتداخل فيها ما هو نابع من طبيعة الإنسان الداخلية وما هو انعكاس لما يكتسبه من المجتمع.
- على الرغم من صعوبة التمييز بين الطبيعي والثقافي في السلوك الإنساني، فإنه لا يمنع من وجود معيار لتحديد كل منهما وهو معيار القاعدة والكونية، فما هو ثابت وجوهري ويشمل النوع البشري ككل فهو ينتمي إلى الطبيعة الإنسانية، في حين أن ما يشكل قاعدة للسلوك داخل المجتمع من عادات وتقاليد … فهو ينتمي إلى مجال الثقافة.
- يمكن عزل عناصر الطبيعة عن عناصر الثقافة انطلاقا من معياري الكونية والقاعدة، فما يتسم بالعمومية والعفوية في السلوك الإنساني فهو طبيعي، وما هو نسبي ومتغير من جماعة بشرية إلى أخرى فهو ثقافي.
المستوى الحجاجي:
أسلوب المثال :
أسلوب الإستنتاج :
أسلوب المقارنة:
أسلوب الاستشهاد:
أسلوب الاستفهام:
خلاصة تركيبية للنصين:
خلاصة عامة للمحور الأول: التمييز بين الطبيعة والثقافة:
يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي.فكيف يمكن التمييز بينهما؟
إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى هو غريزي وبيولوجي ومشترك بين الإنسان والحيوان، في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من معارف ومعتقدات وأنماط عيش مختلفة، غير أن السلوك الإنساني يتدخل فيه ما هو طبيعي وفطري مع ما هو ثقافي ومكتسب، وهو الأمر الذي يستلزم ضرورة وضع معيار للتمييز بينهما، وفي هذا الإطار اقترح كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة وما هو عام من أجل التميز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي، هكذا فحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام ما هو ثقافي، أما ما هو عام فيشير إلى الضروري والكوني.
----
تحليل نص كلود ليفي ستراوس:
مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة في رحاب الفلسفة
تحضير نص مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة جدع مشترك
مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة نص ستراوس
اشكالية النص مشكلة التمييز بين الطبيعة و الثقافة
مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة جذع مشترك علمي