المشروع الشخصي للمتعلم: مفهومه، مراحله التفصيلية، وآليات التتبع والمواكبة الفعالة

محتوى المقال

    يعتبر المشروع الشخصي للمتعلم اطارا تربويا منهجيا يهدف الى مساعدة الطالب على بناء مستقبله الدراسي والمهني بخطوات واعية ومدروسة. ترتكز اهمية هذا المشروع على ربط المسار التعليمي بالتطلعات المهنية، مما يعزز من الدافعية ويقلل من التعثرات. يشمل هذا المشروع سيرورة متجددة ينخرط فيها المتعلم لتحديد هدف مهني واضح، وتحديد المسارات الدراسية والتكوينية المؤدية اليه، بالاضافة الى وضع خطط بديلة في حال مواجهة صعوبات. كل هذا يتم في بيئة مدرسية داعمة ومواكبة تضمن التتبع الفعال لهذا المشروع.

    مراحل المشروع الشخصي للمتعلم

    مفهوم المشروع الشخصي للمتعلم

    المشروع الشخصي للمتعلم هو سيرورة متجددة ينخرط فيها المتعلم من اجل تحديد هدف مهني يطمح الى تحقيقه، وتحديد المسارات الدراسية والتكوينية المؤدية اليه، وخطته الشخصية لبلوغه، والخيارات البديلة في حالة تعثره في الوصول الى هدفه.كل ذلك في إطار منطق تكاملي بين الأداء الدراسي والطموحات والأهداف الدراسية والتكوينية والمهنية المستقبلية.

     تقوم عملية ارساء العمل بالمشروع الشخصي للمتعلم به على تقديم خدمة التوجيه ومواكبة المشاريع في بيئة مدرسية وتربوية مواكبة وحاضنة لهذه المشاريع، وفق اليات تتبع واستثمار ملائمة .

    مراحل تدرج المشروع الشخصي للمتعلم

    يتدرج المشروع الشخصي للمتعلم عبر اربع مراحل اساسية مرتبطة بسلكه التعليمي، وتهدف كل مرحلة الى تطوير مهارات ومعارف محددة لدى الطالب لدعم اختياره المهني.

    1. مرحلة الاستئناس بمفهوم المشروع الشخصي

    تخص هذه المرحلة السنتين النهائيتين من التعليم الابتدائي. يرتكز العمل التربوي بها على تمكين المتعلم من:

    • التعرف على بعض الخصائص العامة للذات.
    • استكشاف بعض مكونات المحيط الدراسي والتكويني المباشر.
    • استكشاف المهن والتعرف على بعض خصائصها.
    • تصحيح التمثلات الخاطئة السائدة حول المهن.

    2. مرحلة بناء المشروع الشخصي

    تخص هذه المرحلة سلك التعليم الثانوي الاعدادي. يرتكز العمل التربوي بها على تمكين المتعلم من:

    • التعرف على خصائص الذات وتنمية الكفايات المتعلقة بالاختيار واتخاذ القرار.
    • تعميق المعرفة بالمسارات الدراسية والتكوينية وافاقها.
    • تحديد الاختيارات الدراسية والتكوينية.
    • تعزيز المعرفة بالمهن، واستكشاف المجالات الاقتصادية والحياة المهنية.
    • استكشاف عالم المقاولة مع الاستئناس بالحس المقاولاتي.

    3. مرحلة توطيد وتكييف المشروع الشخصي

    تخص هذه المرحلة سلك التعليم الثانوي التاهيلي. يرتكز العمل التربوي بها على تمكين المتعلم من:

    • تحيين اختياراته الدراسية والتكوينية من خلال استثمار محطات التوجيه واعادة التوجيه ومختلف الممرات والجسور.
    • تعميق معرفته بالمهن ومتطلباتها.
    • التعرف على مقومات الاقتصاد الوطني وافاق الشغل الواعدة.
    • تعزيز معرفته بالمسارات الدراسية والتكوينية المؤهلة لذلك.
    • تنمية ثقافته المقاولاتية وحسه الريادي.
    • اكتساب كفايات الاندماج الاجتماعي والمهني.

    4. مرحلة تدقيق المشروع الشخصي

    تخص هذه المرحلة التعليم العالي واسلاك التكوين المهني. يرتكز العمل التربوي بها على تمكين المتعلم من:

    • تعميق معرفته بخصوصيات ومتطلبات سوق الشغل.
    • تعميق معرفته بمختلف برامج التشغيل المتوفرة.
    • تقوية كفاياته اللغوية والذاتية والحياتية المطلوبة للاندماج المهني.
    • تقوية جانبيته المقاولاتية وتعزيز قابليته للتشغيل.

    المواكبة وآليات التتبع لدعم المشروع الشخصي

    تشمل المواكبة مجموع الخدمات والبرامج والانشطة المناسبة لكل مرحلة من مراحل إرساء العمل بالمشروع الشخصي، وهي تستهدف المتعلم بشكل مباشر وتتضمن اربعة اشكال رئيسية لضمان الدعم الشامل.

    1. المواكبة التربوية

    تقدم هذه المواكبة من طرف الاساتذة والاستاذ الرئيس، وتقوم على:

    • مساعدة المتعلم على الاندماج في الحياة المدرسية والنجاح في مساره الدراسي.
    • تمكين المتعلم من اكتساب المعارف والمهارات والكفايات الضرورية لمساعدته في بناء مشروعه الشخصي.
    • مساعدة المتعلم في تحديد اختياراته الدراسية والتكوينية والمهنية.

    2. المواكبة الادارية والتقنية

    تقدم هذه المواكبة من طرف طرف إدارة المؤسسة، إطار التوجيه التربوي، أطر هيأة التدريس، وتشمل مختلف العمليات التالية:

    • تتبع وتوثيق انشطة المواكبة التربوية.
    • اتخاذ قرارات مرحلية او نهائية بخصوص اختيارات المتعلم في اطار مساطر التوجيه المدرسي والمهني والجامعي..
    • تتبع النتائج الدراسية للمتعلم بهدف رصد التعثرات وبرمجة التدخلات التصحيحية والداعمة.

    3. المواكبة النفسية والاجتماعية

    تقدم المواكبة النفسية والاجتماعية من طرف إطار التوجيه التربوي أو المهني، والأطر المؤهلة بالتعليم العالي، والمختصين الخارجيين، وتقوم على :

    • رصد المتعلمين الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، او يظهرون سلوكات غير تربوية، من شانها ان تعيق تمدرسهم العادي وتحد من فرص نجاحهم الدراسي.
    • برمجة التدخلات الداعمة والملائمة.
    • احالة الحالات المستعصية على مختصين خارجيين بتشاور مع اولياء امورهم عند الاقتضاء.

    4. المواكبة التخصصية

    تقدم المواكبة التخصصية من طرف إطار التوجيه التربوي أو المهني، والأطر المؤهلة بالتعليم العالي، ويتم التمييز بين شكلين للمواكبة التخصصية :

    مواكبة مباشرة تقوم على:

    • تقديم خدمة الاعلام المدرسي والمهني والجامعي.
    • تقديم خدمة الاستشارة في مجال التوجيه المدرسي والمهني والجامعي.
    • المساعدة في سيرورة تحقيق المشروع الشخصي، وفي التعرف على الجانبية الشخصية والمهنية، وفي تدقيق الاختيارات الدراسية والتكوينية والمهنية.

    مواكبة غير مباشرة تقوم على:

    • تقديم الدعم التقني للمؤسسة لارساء «بيئة مدرسية وتربوية مواكبة».
    • تنسيق جميع الانشطة ذات الصلة بالتوجيه المدرسي والمهني والجامعي داخل المؤسسة.
    • تنسيق اعمال «الاساتذة الرؤساء» وتقديم مختلف اشكال الدعم والمساندة لهم.
    • التواصل مع اولياء امور المتعلمين بخصوص مشاريعهم الشخصية.

    بيئة مدرسية وتربوية مواكبة

    يستلزم ارساء بيئة مدرسية وتربوية مواكبة للمشاريع الشخصية للمتعلمين، العمل على:

    • تعزيز التنسيق مع الاطار في التوجيه التربوي المكلف بالمؤسسة.
    • الحرص على تغطية كل قسم بخدمات «الاستاذ الرئيس».
    • تفعيل ادوار مجالس المؤسسة لاعتماد انشطة تربوية داعمة للمشاريع الشخصية للمتعلمين.
    • التنسيق والتواصل على مستوى المؤسسة بين مختلف الفاعلين ترشيدا لتدخلاتهم وتركيزها على دعم المشاريع الشخصية للمتعلمين.
    • تدبير مختلف المساطر التقنية والادارية ذات الصلة بالتوجيه المدرسي والمهني والجامعي.
    • تدبير الفضاءات الضرورية لتصريف الانشطة والتدخلات المبرمجة في اطار المواكبة.

    آليات التتبع: ملف المشروع الشخصي

    الية التتبع هي عبارة عن ملف خاص بتتبع المشروع الشخصي لكل متعلم، تتم تعبئته من طرف المتعلم والأستاذ الرئيس وإطار التوجيه التربوي، وتتحدد الادوار كالتالي:

    دور المتعلم:

    يضع المتعلم وصفا اجرائيا لمشروعه الشخصي بداية التعليم الثانوي الاعدادي، ثم نهاية كل سنة من سنوات التعليم الثانوي التاهيلي.

    دور الأستاذ الرئيس:

    • توثيق الانشطة التربوية التي استفاد منها المتعلم خلال كل دورة دراسية.
    • وضع رايه بخصوص مستوى تقدم المتعلم في بناء مشروعه الشخصي نهاية كل دورة دراسية.
    • اقتراح التدخلات التصحيحية والداعمة وتوثيقها وذلك بداية الدورة الثانية من كل سنة.

    دور الإطار في التوجيه التربوي:

    • توثيق التدخلات التخصصية التي استفاد منها المتعلم.
    • وضع ملاحظاته حول مضمون الملف نهاية كل دورة دراسية.
    • توثيق حصيلة اختيارات التوجيه واعادة التوجيه التي عبر عنها المتعلم، ثم القرارات الصادرة بشانها عن المجالس واللجن المختصة بالمؤسسة.

    0تعليقات