تحضير درس حق الله: الاعتزاز بالإسلام للسنة الثانية باكالوريا

تحضير درس حق الله: الاعتزاز بالإسلام للسنة الثانية باكالوريا


درس حق الله: الاعتزاز بالإسلام للسنة الثانية باكالوريا
مدخل القسط «حق الله: الاعتزاز بالإسلام» (في رحاب التربية الإسلامية)
الوضعية المشكلة:
استمع رشيد لمحاضرة ركز فيها المحاضر على الدور البارز للعرب والمسلمين في ما وصلته الحضارة الغربية من تقدم وازدهار، فقال لأخيه: إني أزداد كل يوم بالإسلام فخرا واعتزازا، كيف لا وهو الذي حرر الإنسانية من قيود الذل والهوان ودفع بها إلى التقدم، فاستهزأ منه أخوه قائلا: إني أخجل من انتمائي له أو أن أصرح بالاعتزاز به، فهو أصل الجهل والتخلف والفتن.
  • فما رأيك في الرأيين؟
  • وما هي بعض الأسباب التي تجعلك تعتز بدينك؟

النصوص المؤطرة للدرس:

النص الأول:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ۝ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ۝ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۝ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ۝ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ۝ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾.

[سورة يس، الآيات: 19 –  24]

النص الثاني:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾.

[سورة المنافقون، الآية: 8]

النص الثالث:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

[سورة فصلت، الآية: 32]

قراءة النصوص ودراستها:

I – توثيق النصوص والتعريف بها:

توثيق سورة المنافقون:

سورة المنافقون: مدنية، وعدد آياتها 11 آية، ترتيبها 63 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الحج”، سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ذكر فيها ‏أخلاق ‏المنافقين ‏وأحوالهم ‏في ‏النفاق، وهي تعالج قضايا التشريعات والأحكام، وتتحدث عن الإسلام من زاويته العملية وهى القضايا التشريعية.

توثيق سورة فصلت:

سورة فصلت: مكية، وعدد آياتها 54 آية، ترتيبها 41 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة غافر”، سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏فصل ‏فيها ‏الآيات، ‏ووضح ‏فيها ‏الدلائل ‏على ‏قدرته ‏ووحدانيته‏‏، ‏وأقام ‏البراهين ‏القاطعة ‏على ‏وجوده ‏وعظمته‏‏، وخلقه ‏لهذا ‏الكون، وهى تتناول جوانب العقيدة الإسلامية كالوحدانية والرسالة والبعث والجزاء.

II – نشاط الفهم وشرح المفردات:

 شرح المفردات والعبارات:

  • من أقصى المدينة: من ضواحيها وأطرافها.
  • يسعى: يشتد مسرعا ومهرولا.
  • رجعنا: عدنا على المدينة.
  • ليخرجن الأعز: المتحدث هنا هم المنافقين الذين يعتقدون أنهم الأقوى والأشد.
  • الّأذل: الأضعف والأهون والمراد به المسلمون.
  • لله العزة: الغلبة والقوة.

 مضامين النصوص الأساسية:

  1. اعتبار شجاعة الرجل المؤمن في مواجهة المشركين دليل على اعتزازه بدينه وصدعه بالحق.
  2. تبين الله تعالى أن العزة والقوة لله ولرسوله وللمؤمنين في حين أن المنافقين يوهمون أنفسهم بالعزة والقوة.
  3. الدعوة إلى الله والعمل الصالح من أساليب الاعتزاز بالإسلام.

مفهوم الاعتزاز بالإسلام:

الاعتزاز بالإسلام: الاعتزاز والعزة في اللغة: يطلق على معاني الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره، والاعتزاز بمفهومه العام: هو إحساس يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع، ومعنى الاعتزاز بالإسلام: هو الافتخار والتباهي به، وإعلان الانتماء إليه بكل افتخار واعتزاز، والعمل على تطبيق شرائعه ومبادئه وأحكامه، دون خوف أو خجل أو حياء، وفي الاصطلاح: العزة في الإسلام هي ارتباط بالله، وارتفاع بالنفس عن موضع المهانة، وتحرر للذات عن قيد الهوى، والسير وفق ما شرعه الله ورسوله، فالعزة تصدر من قوة الإيمان ومن مدى تعلق الفرد بربه، فهي قوة معنوية تجعل المؤمن يعتز ويفتخر بالإسلام فلا يضعف ولا يذل ولا يخضع للآخر.

مظاهر الاعتزاز بالإسلام:

حرص الإسلام على ترسيخ معاني العزة في نفوس المؤمنين، فلم تفتأ آيات القرآن الكريم تبث في قلوبهم وروحهم الشعور بالعزة والافتخار والاستعلاء عن كل مظاهر الذل والخنوع والهوان، ولعل الحكمة من ذلك أن يستشعر المؤمنون القوة والرفعة، ويعتزوا لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ومن تجلياتها:

الارتباط بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم ارتباطا يقينيا راسخا، قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾.
الرضى بالإسلام دينا والإيمان بأنه دين توحيد لله عز وجل يرفع المؤمن من حضيض الوثنية والشرك، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
تحقيق العفة بترك المعاصي والمداومة على أعمال الخير والطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
أن يأخذ المؤمن كتاب الله دستورا ومنهجا له في الحياة، قال رسول الله رسوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».

II – الاعتزاز بالإسلام مذلل للصعاب ومفخرة للمؤمن:

1 – العزة صفة المؤمن:

تعتبر العزة صفة ملازمة للمؤمن لا تنفك عنه في الضراء والسراء وفي الحرب والسلم، فهي خلق عظيم يقوي ارتباط المؤمن بدينه وربه، فيمتثل لأوامره عز وجل ويستعلي عن الملذات، فبدافع العزة والمفخرة ينال المؤمن مرضاة الله، فلا يقع تحت الهوان والذل والعجز، قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، وقال رسول الله رسوله صلى الله عليه وسلم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ».

2 – نماذج مشرقة للاعتزاز بالإسلام:

شهد تاريخ الإنسانية نماذج من شخصيات اعتزت بدينها الإسلامي وبعقيدة التوحيد، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام في موقف القوة والعزة يواجه لهيب النار، وهذا الحبيب النجار يقف مفتخرا ومعتزا بدينه أمام ركل ورجم المشركين، ويواجه موسى جبروت فرعون بكل عزم وقوة، وليس بالبعيد ما جعل نبي الله محمد رسوله صلى الله عليه وسلم يواجه كفار قريش ومشركي اليهود النصارى بفخر واعتزاز، فكان الإيمان القوي هو ما جعل بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي يعتزون بدينهم الإسلامي ويفتخرون به، ويقدمون الغالي والنفيس من أجل دين الإسلام، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾.



----
لماذا يجب على المسلم أن يعتز بدينه
الاعتزاز بالاسلام في سورة يس
دليل شرعي يؤكد الاعتزاز بالاسلام
قصص عن الاعتزاز بالإسلام
مظاهر الاعتزاز بالإسلام
قيمة العزة ومركزيتها في الإسلام