تحليل نص روني طوم الخيال والتجريب الثانية باكالوريا ، الكتاب المدرسي: في رحاب الفلسفة



الخيال و التجريب , تحليل نص الخيال والتجريب روني طوم .
تحليل نص روني طوم الخيال والتجريب الثانية باكالوريا ، الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة
تحليل نص روني طوم الخيال والتجريب الثانية باكالوريا ، الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة 

الخيال والتجريب روني طوم 


اعتقد أن واقعة تجريبية لا يمكن أن تكون علمية إلا إذا استوفت شرطين هما :

  1. أولا: أن تكون قابلة لإعادة الصنع، وهذا يتطلب أن تكون محاضر إعداد التجربة وإجرائها دقيقة بما يكفي للتمكن من إعادتها في أزمنة وأمكنة أخرى...
  2. ثانيا: أن تثير اهتماما قد يكون تطبيقيا عمليا أو نظريا. يستجيب الاهتمام التطبيقي لحاجيات بشرية أما الاهتمام النظري فانه يعني أن البحث يدخل ضمن إشكالية علمية قائمة...


وفي هذه الحالة، يكون الهدف من التجريب حسب التصور التقليدي هو التحقق من صحة فرضية ما : فمن أين تأتي الفرضية ؟

صاحب النص:

روني طوم : عالم فيزيولوجي فرنسي، اهتم بدراسة وظائف الأعضاء بشكل تجريبي موسع، تمسك بالمنهج التجريبي الكلاسيكي الذي يعتمد على الملاحظة، الفرضية والتجربة، واعتبر أن الإحاطة بهذه الخصائص شرط ضروري لبلوغ الحقيقة، .أهم مؤلفاته مرتبطة بحقل البيولوجيا وهي : مبادئ الطب التجريبي، دروس حول ظواهر الحياة المشتركة للحيوانات والنباتات، ومدخل إلى دراسة الطب التجريبي، توفي سنة: 1978م.
موقع المستجد

مفاهيم النص :

  1. الفرضية:هي الفكرة التي يضعها الباحث للتأكد من صحتها أو خطئها، وتشكل الفرضية العمود الفقري لبناء النظرية العلمية، بعد التأكد من صحتها تجريبيا.
  2. النظرية : تعتبر النظرية بناء فكري استنباطي يحكمه الاتساق والانسجام . يعتمده العالم للإجابة عن مجموعة من الطروحات والفرضيات التي تشكل موضوع اهتمامه، وهي إنتاج فكري وصفي يكون غالبا موجها للتطبيق والتأثير في الواقع.
  3.  التجربة : تعتبر في مجال المعرفة العلمية، الوسيلة الأساسية الذي يلجأ إليها العالم المجرب لمعرفة القوانين المتحكمة في الظواهر.
  4. الأطروحة: يدافع صاحب النص على أطروحة علمية مفادها أن العلم ليأخذ صبغته العلمية يجب أن ينفتح على الافتراضي والخيالي، معتبرا هذا الأخير ضروري في بناء المنهج التجريبي.



      إشكال النص :



      ما نوع العلاقة القائمة بين العقل والتجربة ؟ بتعبير أخر هل هي علاقة تكامل واتصال أم علاقة قطيعة و انفصال ؟

      الأفكار الأساسية:

      يمكن استخراج ثلاث أفكار أساسية من النص :


      1.     الأولى يرى فيها صاحب النص أن كل واقعة تجريبية لابد أن تكون قابلة للتكرار في مكان وزمان مختلف، والتوصل إلى نفس النتيجة، ويشترط فيها بعدا تطبيقيا يستجيب لحاجات بشرية.
      2. الفكرة الثانية يؤكد فيها على وجود علاقة بين الفرضية والنظرية، حيث هذه الأخيرة تتضمن مجموعة من الفرضيات تم التأكد من صحتها تجريبيا.
      3. الفكرة الثالثة يعتبر فيها طوم أن المنهج التجريبي وحده غير كافي ، لذلك يعطي أهمية للخيال الافتراضي كتجربة ذهنية لا يمكن لأي جهاز آلي أن يعوضها .

      أطروحة روني طوم الخيال والتجريب

      أطروحة النص :


      إن الاعتقاد مع فرنسيس بيكون بان التجريب وحده كافٍ للتحليل السببي لظاهرة ما هو اعتقاد وهمي ذلك أن التجريب عاجز عن اكتشاف أسباب الظواهر و من هنا ضرورة إدماج عنصر الخيال باعتباره تجربة ذهنية .

      الأساليب الحجاجية :


      اعتمد روني طوم مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفكرة القائلة بأهمية الخيال العقلي في بناء المعرفة العلمية، نذكر منها:
      أسلوب الشرح والتوضيح ويتجلى ذلك في '' يستجيب الاهتمام التطبيقي لحاجيات بشرية أما الاهتمام النظري فانه يعني أن البحث يدخل ضمن إشكالية علمية قائمة...''.
      أسلوب الجرد والإحصاء : ويتمثل ذلك في '' إلا إذا استوفت شرطين هما : أولا ... ثانيا...''.

      استنتاج :



      يعتبر روني طوم أن ظاهرة ما تكون علمية إذا كانت تثير اهتماما قد يكون تطبيقيا عمليا أو نظريا من جهة، وكذا إذا كانت قابلة لإعادة الصنع في أزمنة وأمكنة مختلفة من جهة ثانية. كما انتقد التجريب الذي يهدف حسب التصور التقليدي إلى التحقق من صحة أو صدق فرضية ما، معتبرا أن الفرضية تحيل بشكل أو بأخر إلى النظرية، ف"لا وجود لفرضية بدون وجود شكل من أشكال النظرية"، وبهذا المعنى فإن النظرية تتضمن عناصر خيالية يتم التسليم بوجودها . ليخلص في النهاية إلى أن الاعتقاد مع فرنسيس بيكون بان التجريب وحده كافٍ للتحليل السببي لظاهرة ما هو اعتقاد وهمي، ذلك أن التجريب وحده عاجز عن اكتشاف أسباب الظواهر، مما يعني أن التجريب بمعناه التقليدي غير كافٍ لوحده، وهنا يؤكد على ضرورة إكمال الواقعي بالخيالي، معتبرا أن الخيالي بمثابة "عملية ذهنية" أو "تجربة ذهنية" يستعصي تعويضها بأي جهاز آلي، وهذا ما جعل روني طوم يؤكد على ضرورة إدماج عنصر الخيال العقلي باعتباره تجربة ذهنية مكملة للتجربة الواقعية، كما لا ينبغي للتجريب أن يستغني عن التفكير لكي يحقق درجة العلمية، والتفكير في نظره "عملية صعبة تفلت من كل رتابة ومن كل منهج".

      قيمة النص :

       تتجلى قيمة النص في تأكيده على متغير جديد في بناء المنهج التجريبي، حيث أن التجريب ليكون ذا مغزى ويكون علميا، لا يجب أن يستغني عن الخيالي والافتراضي، هذا الأخير الذي كان مغيبا عند العلماء الكلاسيكيين، الذين كانوا يحصرون تحليل الظواهر في تحليل علاقات تخضع لمبدأ السببية والحتمية، الشيء الذي يؤكد طوم على عدم الوقوف عنده والذهاب أبعد من ذلك بإدخال الخيالي، لأن التجريب وحده عاجز عن اكتشاف الأسباب .