الفجر الصادق الثالثة اعدادي هو نص قرائي في مادة اللغة العربية، ضمن مجال القيم الإسلامية. يركز النص على بزوغ فجر الإسلام وانبعاث نور الإيمان مع بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويعد من أهم الدروس التي تساعد الطلاب على فهم تاريخ الدعوة الإسلامية.
النص القرائي: الفجر الصادق
في درس الفجر الصادق، نجد أن أحداث النص تبدأ ليلة من أخريات رمضان، حيث لفّت أم القرى صمت، ونامت الدنيا، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء متأملاً ومبتعداً عن أوضاع الناس الوثنية...
مع نور الفجر الصادق الثالثة إعدادي البازغ، نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وألقى عليه الكلمة "إقرأ"، ليبدأ بعدها تاريخ جديد وحياة أمة الإسلام.
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من الغار، وملأ قلبه النور، وتلقى رسالته التي حملت الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان، وهكذا أصبح الفجر الصادق مرشدي في اللغة العربية مثالاً على الهداية والرسالة.
نص الفجر الصادق الثالثة اعدادي
ذات ليلة من أخريات رمضان، بعد ميلاد المسيح عليه السلام بستة قرون وعشر سنينن لف أم القرى صمت لا يسمع فيه غير أنفاس الليل مختلطة بهمهمة صلوات وثنية، كانت ما تزال تتسلل من البيت العتيق. ونامت الدنيا، لا تلقي بالا إلى (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي) إذ يأوي إلى غار هناك، مستغرقا في تأمله يلتمس في العتمة الداجية شعاعا من نور الحق، وينشد في خلوته قبسا من هدى، وخواطره تحوم حول مقام إبراهيم من البيت العتيق، الذي صار مع الزمن مثوى لأوثان ممسوخة وأصنام شوهاء.
وغير بعيد من غار حراء، هجعت مكة تجتر ذكريات مجدها الديني الغابر وقد طوته وثنية عمياء، وتساورها من حين إلى آخر رجفة من قلق الوعي لا تلبث أن تهمد تحت وطأة الكابوس الجاثم …
ونامت الدنيا، لا تحسب حسابا لهذا الهاشمي في غار حراء، فقد ألفت أن تراه ينسحب إليه من ضجيج المجتمع، عازفا عن تلك الاوثان التي يعبدها قومه كما وجدوا آباءهم لها عابدين.
التاريخ مشغول عن مكة والغار بأحداث جسام خارج الجزيرة، مشدود بصره إلى نذر الانهيار في عالم يريد أن ينقض بعد أن تصدع بالصراع بين الفرس والروم على مراكز القوة، ومناطق السلطة والنفوذ …
وأوغل الليل قبل أن يطلع فجر تلك الليلة من رمضان، ومع نور الفجر البازغ من الليلة الغراء، تجلى الوحي للهاشمي المختلي في الغار وألقى إليه الكلمة: (إقرأ). وما كان محمد بقارئ، وما كان يتلو من كتاب، ولا يخطه بيمينه من قبل أن ينزل عليه الوحي بكلمات ربه.
وبدأ تاريخ جديد: الرجل الذي أوى في الليل إلى غر حراء على مألوف عادته منذ أنكر موضع الأصنام في البيت الحرام، وأيقن أن حياة الناس لا يمكن أن تمضي هكذا على سفه وضلال. خرج مع الفجر الصادق من الغار نبيا مبعوثا بخاتم رسالات الله، والكلمات الأولى التي تلقاها من وحي ربه في ليلة القدر هذه، كانت مستهل كتاب معجز، وآية نبي بشر، ولواء عقيدة وجهت التاريخ، وحررت الإنسان، وصنعت أمة، وقادت حضارة.
خرج المصطفى من الغار، والنور ملء قلبه، والكلمات ملء مسمعه، واتجهت به خطاه نحو بيته في جوار الحرم، والكون من حوله ساج خاشع، وعلى الأفق نور من الفجر الصادق ينسخ ظلمات ليل طال. وتلا المصطفى كلمات ربه في قومه الأميين الذين لم يعرف التاريخ لهم كتابا قط، أي كتاب من قبل المبعث. وعلى نور الفجر الصادق عرف الأميون طريقهم، وخرجوا من ظلمات الجاهلية، فما مضى على المبعث عشرون عاما، حتى كان عرب الجزيرة كلهم قد رفضوا الأوثان، وحطموا الأصنام، ودخلوا في دين الله أفواجا، وعبدوه وحده مخلصين له الدين حنفاء. ومن هدي الكتاب تعلم الأميون الكتاب والحكمة فآمنوا بإله واحد فرد صمد ليس كمثله شيء، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. وبدأت أمة القرآن تحمل إلى الدنيا رسالة التوحيد، وتقود البشرية نحو المجد والعلا، وإلى نور الحق والعدل والإيمان.
الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، أرض المعجزات، ص: 51 – 52 (بتصرف).
أولاً: عتبة القراءة - تحضير الفجر الصادق
- صاحب النص: الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، كاتبة ومفكرة وأستاذة. ولدت سنة 1912 في مدينة دمياط شمال مصر، أبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة.
- مجال النص: يندرج النص ضمن مجال القيم الإسلامية.
- مصدر النص: النص مقتطف من كتاب «أرض المعجزات».
- نوعية النص: نص سردي ذو بعد إسلامي.
- العنوان:عبارة عن مركب وصفي يتكون من كلمتين: الفجر: وهو مؤشر زمني يدل على المنطلق أو البداية، ويوحي بالسكينة والهدوء. الصادق: وهو مؤشر وصفي يوحي باليقين والحقيقة، فهو فجر صادق وليس كاذبا.
- بداية النص: تتضمن مؤشرات زمنية (ليلة – رمضان – بعد ميلاد …) ومؤشرين مكانيين (أم القرى – البيت العتيق)، وهي تدل على أننا أمام نص سردي / حكائي، كما تتضمن ألفظا تنتمي إلى المجال الإسلامي.
- نهاية النص: رغم أن العنوان لم يتكرر في بداية النص ولا في نهايته إلا أننا نجد في نهاية النص العبارة التالية: (وبدأت أمة القرآن …) وهي تنسجم في مدلولها مع كلمة (الفجر) الواردة في العنوان من حيث كونها تدل على المنطلق والبداية.كما نجد عبارة أخرى، وهي: (نور الحق …) تنسجم مع الكلمة الثانية من العنوان (الصادق).
- الصور المرفقة بالنص: تشير إلى المكان الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتزل فيه عن الناس و يتعبد ، وهذا المكان هو "غار حراء".
- بناء فرضية القراءة: بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه سيتحدث عن بزوغ فجر الإسلام، وإخراجه الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
ثانياً: القراءة التوجيهية - الفجر الصادق إعداد قبلي
الإيضاح اللغوي
- لفّ أم القرى صمت: أحاط بها الهدوء وشملتها السكينة.
- همهمة: كلام خفي لا يُفهم.
- البيت العتيق: الكعبة المشرفة.
- العتمة الدّاجية: اشتداد الظلام.
- ينشد: يطلب ويلتمس.
- قبسا: شعلة من النور.
- تصدع: تشقق، والمقصود هنا هو تفككه بين الروم والفرس.
- ينسخ ظلمات ليل: يزيحها ويزيلها.
- غار حراء: هو المكان الذي نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم يقع شرق مكّة المكرّمة في أعلى جبل النور. يبعد عن المسجد الحرام بـ 44 كلم. وهو عبارة عن فجوة في جبل.
- عازفاً: منصرفاً.
- الليلة الغرّاء: الليلة المباركة (ليلة القدر).
الفكرة العامة
يتحدث النص عن حال العرب في الجاهلية، حتى بزغ فجر الإسلام وانبعث نور الإيمان مع بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أخرجت رسالته الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
ثالثا: تحليل نص الفجر الصادق
الأفكار الأساسية
- غرق الناس في جاهليتهم قبل مجيء الإسلام، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء مبتعداُ عن الأوضاع الوثنية التي كانت تعمّ مكة ولكي يتأمّل في خلق الله تعالى.
- نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء في ليلة فصلت بين عهد مظلم وآخر منير، وأخرج الإسلام الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
- التغيرات التي أحدثها الإسلام وخلّفتها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على مجتمعه حيث أعادت الناس من الكفر إلى الإيمان، وحطّمت الأصنام، وحملت الرسالة إلى البشرية كافة.
أحداث النص:
- حالة العرب قبل الفجر: عبادة الأوثان، الصراع بين الفرس والروم.
- حالة العرب بعد الفجر: الخروج من الكفر إلى الإيمان، تحطيم الأصنام وانتشار رسالة الإسلام.
الزمان والمكان في النص:
- زمن الأحداث: يتحدث النص عن فترة هامة من تاريخ الإسلام، وهي فترة بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد ميلاد المسيح بستة قرون وعشر سنين.
- مكان الأحداث: معظم أحداث النص وقعت بمكة المكرمة، مع الإشارة إلى أمكنة عامة مثل: بلاد فارس وبلاد الروم، وأمكنة خاصة مثل: غار حراء ومقام ابراهيم والبيت العتيق.
الشخصيات وأوصافها
| الشخصيات | الأوصاف |
|---|---|
| الرسول محمد صلى الله عليه وسلم | نبي الله – أمي – منعزل عن الناس للتعبد |
| أهل مكة | مشركون – عابدون للأوثان – غافلون |
رابعا: تركيب نص الفجر الصادق
التركيب
يصور النص حالتين متناقضتين لفترتين زمنيتين تتوزعان ما قبل الإسلام وما بعد بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان العرب قبل مجيء الإسلام في حالة ميؤوس منها وكانوا يعيشون في أوضاع يسودها الفقر والظلم والجهل، فقد أنكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبادة الأوتان قبل نزول الوحي عليه وانعزل في غار حراء متأملا في عظمة الكون إلى أن نزل عليه الوحي في أواخر شهر رمضان، فآلت البشرية إلى الهدى والمجد والعلا بعد مجيء الإسلام، حيث انتصرت أمة الإسلام على الوثنية وأوصلت الدين الإسلامي إلى مختلف الأقطار.
التقويم
- التكرار للتأكيد: مثل "ونامت الدنيا ... ونامت الدنيا".
- أنسنة الطبيعة: إعطاء عناصر الطبيعة صفات إنسانية.
- الطباق: مقارنة بين حالتين قبل وبعد الإسلام.
- الاقتباس من القرآن الكريم:مثل "مخلصون له الدين حنفاء".
موارد اضافية يمكنك الاطلاع على:
