يتناول هذا النص القرائي المقرر في مادة اللغة العربية للسنة الثانية إعدادي موضوع معاملة المسلمين لغيرهم من أهل الكتاب، ويُبرز القيم الإسلامية مثل التسامح، العدل، والحرية الدينية، من خلال مواقف حقيقية من السيرة النبوية وسير الخلفاء الراشدين.
للمزيد من الدروس ذات الصلة، يمكنك الاطلاع على:
- تحضير نص التكافل في الإسلام للسنة الثانية إعدادي
- تحليل النص القرآني "من هدي القرآن" الثانية إعدادي
- تحضير نص التضامن الاجتماعي (نص قرآني، الثانية إعدادي)
النص القرائي الكامل: معاملة المسلمين لغيرهم

أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى لمعاملة أهل الكتاب، فقد رُوي أنه كان يحضر ولائمهم، ويعود مرضاهم، ويستقبل وفودهم، ويحسن إليهم.
ورُوي أنه كان يقترض من أهل الكتاب نقوداً ويرهنهم أمتعته، حتى إنه توفي ودرعه مرهونة عند بعض يهود المدينة في دين عليه، ولم يخلص درعه إلا خلفاؤه بعد وفاته. كان يفعل ذلك لا عجزاً من أصحابه عن إقراضه، فكان منهم المثرون وهم المستعدون لأن يضحوا بأنفسهم وأموالهم في مرضاة نبيهم، ولكنه كان يفعل ذلك تعليماً وإرشاداً لأمته.
وقد سار المسلمون على سيرة نبيهم، فعاشروا غيرهم من أهل الملل والنحل الأخرى بصفاء ووئام، فكان المسيحي واليهودي يجاوران المسلم، فيتزاورون ويتهادون، لا يفصلهم إلا المسجد والكنيسة والبيعة. رُوي أن غلاماً لابن عباس الصحابي الشهير ذبح شاة، فقال له ابن عباس: لا تنسَ جارنا اليهودي، ثم كررها حتى قال له الغلام: كم تقول هذا! فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه.
ومما يدلنا على مبلغ إدراك الخلفاء المسلمين لمعنى الحرية الدينية ما نراه من عمر الفاروق حين حضرته الصلاة في كنيسة القيامة في بيت المقدس، فلم يصل فيها حتى لا يتخذها الناس مسجداً من بعده فيظلموا أهلها.
وقد دل تاريخ المسلمين على أن تشريعهم يسمح لغير المسلم أن يقاضي أرفع إنسان في المسلمين وينتصف منه، فقد رُوي أن يهودياً اشتكى علياً للخليفة عمر بن الخطاب، وعلي رضي الله عنه، كما لا يخفى، ابن عم النبي، وزوج ابنته، وأحد المرشحين للخلافة، فلما مثلا بين يدي عمر نظر إلى علي وقال له: قم يا أبا الحسن واجلس أمام خصمك، أو قال له: ساوِ خصمك يا أبا الحسن، فساوى علي خصمه، وجلس أمامه وقد بدا الثأر على وجهه.
وحدث مرة أن ولداً لعمرو بن العاص ضرب فتى قبطياً، فأقسم هذا ليشكونه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقال له ابن عمر ما معناه: اذهب فلن ينالني ضرر من شكواك فأنا ابن الأكرمين. فبينما كان الخليفة مع خاصته، وعمرو بن العاص وابنه معهم في موسم الحج، قدم هذا الرجل عليهم، وقال مخاطباً عمر: يا أمير المؤمنين، إن هذا ـ وأشار إلى ابن عمرو ـ ضربني ظلماً وقال: اذهب فأنا ابن الأكرمين. فنظر عمر إلى عمرو، وقال له: ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً))، ثم توجه إلى الشاكي، وناوله درته، وقال له: ((اضرب بها ابن الأكرمين كما ضربك)).
هكذا نشأ المسلمون نشأتهم الأولى، والدين أقوى حاكم على شعورهم، فلم يُشاهد منهم ما يُعاب عليهم من جهة التسامح مع مخالفيهم. ثم لما انتشر العلم فيهم، ونبغ منهم المؤلفون والباحثون، لم تصب هذه النزعة فيهم أدنى انحراف، بل زادوها رونقاً بما قاموا به من حماية علماء الملل الأخرى ومكافأتهم، وقد أفاض بذكر ذلك كتاب "الأغاني" الذي سرد كثيراً من أخبارهم.
والفقهاء الأولون لم يهملوا حقوق أهل الذمة، فقد نصوا على وجوب الرفق بهم، ودفع من يتعرض لأذيتهم، فقال الشهاب القرافي - وهو من كبار أئمة التشريع في الإسلام - في كتابه الشهير "الفروق": ((إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقاً علينا، لأنهم في جوارنا، وفي خفارتنا، وفي ذمة الله تعالى، وفي ذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام. فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، غيبة في عرض أحدهم، أو أي نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة دين الإسلام)).
عفيف عبد الفتاح طبارة – روح الدين الإسلامي – ص 285–287
← صاحب النص:
عفيف عبد الفتاح طبارة مفكر إسلامي و أديب ،له عدة أبحاث في مجال الدين ضمنها مؤلفاته التي منها: روح الدين الإسلامي- مع الإنسان في القران - روح الصلاة في الإسلام - الخطايا في نظر الإسلام...
← نوع النص:
النص عبارة عن مقالة دينية تربوية.
← مجال النص:
مجال القيم الإسلامية.
← دراسة العنوان:
العنوان: معاملة المسلمين لغيرهم. ,
- تركيبيا: مركب إسنادي حذف المبتدأ فيه و التقدير (هذه معاملة المسلمين لغيرهم).
- دلاليا: يمثل مجموع تصرفات المسلمين مع غيرهم.
← بداية النص و نهايته:
- البداية: تشير إلى نموذج لتعامل المسلمين مع غيرهم في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم.
- النهاية: تشير إلى مظهر من مظاهر حسن تعامل المسلمين مع غيرهم و تشديد الإسلام على ذلك.
← فرضية القراءة
بناء على العنوان و بداية النص و نهايته نفترض ان موضوع النص يتناول بعض تصرفات المسلمين مع غيرهم.
←مصدر النص معاملة المسلمين لغيرهم:
النص مأخوذ من كتاب "روح الدين الإسلامي" 285-287
← ظروف النص:
جهل الناس لمبادئ الدين الإسلامي دفع بالكاتب إلى نقل هذا النص.
← الفكرة العامة
يُبرز النص تباين مظاهر معاملة المسلمين لغيرهم من أهل الذمة مع إعطاء أدلة ملموسة.
← شرح المفردات
| الكلمة | المعنى |
|---|---|
| أهل الذمة | أهل الكتاب و سموا بذلك لدخولهم في عهد المسلمين و أمانهم. |
| يرهن | يعطي رهينة مقابل ما أخذ. |
| خلفاؤه | الذين خلفوه (الخلفاء الراشدون) |
← الأفكار الأساسية
- نموذج النبي صلى الله عليه و سلم حول كيفية معاملة المسلمين لغيرهم
- سير المسلمين على خطة النبي صلى الله عليه و سلم مع دليل الغلام ابن عباس مع جاره اليهودي.
- نموذج عمر بن الخطاب و الحرية الدينية.
- ذكر حادثة اليهودي مع علي كرم الله وجهه و تقاضيهما أمام الفاروق عمر.
- ذكر قصة القبطي مع ولد عمر بن العاص و عدالة عمر بينهما.
- حماية العلماء لغير المسلمين و تكريمهم و الدفاع عن جميع أهل الذمة.
← الحقول الدلالية :
الحقل المعجمي الدال على حسن معاملة المسلمين لغيرهم من اهل الكتاب :
-كان يحضر ولائمهم -يعود مرضاهم..عاشروا غيرهم-يتزاورون يتهادون-التسامح مع مخالفيهم...
← القراءة التحليلية:
الألفاظ و العبارات الدالة على حسن معاملة المسلمين لأهل الكتاب:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر ولائمهم,يعود مرضاهم,يستقبل وفودهم, يحسن إليهم, يقترض منهم.
← القراءة التركيبية :
← قيم معاملة المسلمين لغيرهم
يتضمن النص قيما إسلامية تتمثل في :- التسامح
- العدل
- المساواة
- الحرية الدينية
← إعراب جملة معاملة المسلمين لغيرهم
- معاملة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهو مضاف.
- المسلمين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
- لغيرهم: اللام: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
- غير: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وهو مضاف.
- هم: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- وشبه الجملة في محل رفع الخبر
← أسئلة نص معاملة المسلمين لغيرهم
- ما مظاهر التسامح التي وردت في النص؟
- كيف تعامل عمر بن الخطاب مع غير المسلمين؟
- ما موقف ابن عباس من جاره اليهودي؟
- ما القيم الإسلامية التي ركز عليها النص؟
← تلخيص نص معاملة المسلمين لغيرهم
يلخص النص مظاهر حسن تعامل المسلمين مع غيرهم من أهل الكتاب، من خلال مواقف عملية للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، ويُبرز كيف أن الإسلام يُكرم الإنسان ويحث على العدل والمساواة، بغض النظر عن الدين أو العرق.
