تحليل نص نوربرت إلياس الفرد والمجتمع

تحليل نص نوربرت إلياس الفرد والمجتمع

ما طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع حسب نوربرت الياس؟ ،الفرد والمجتمع ما علاقة الفرد بالمجتمع؟ ،مجزوءة ما الإنسان مفهوم المجتمع؟سؤال فلسفي ما علاقة الفرد بالمجتمع؟

  • المفهوم: مفهوم المجتمع
  • المحور الثان: محور الفرد والمجتمع

تحليل نص نوربرت إلياس

تعريف نوربرت إلياس

يعد نوربرت إلياس (Norbert Elias) واحدا من علماء الاجتماع الألمان عاش بين سنة1897م في بريسلو (Breslau) بألمانيا، وسنة 1990م، من مؤلفاته:

  • صياد الأساطير
  • إشكال النص:

    كيف تتحدد العلاقة بين الفرد والمجتمع؟ وأيهما يؤثر في الآخر؟ هل المجتمع هو الذي يؤثر في الفرد أم أن الفرد هو الذي يؤثر في المجتمع أما العلاقة بينهما هي علاقة جدلية قائمة على التأثير والتأثر؟

    أطروحة النص

    يرى نربرت إلياس أن الفرد والمجتمع هما وجهان لعملة واحدة، وأن العلاقة بينهما ليست أحداية الجانب، بل هي علاقة جدلية قائمة على التأثير والتأثر.

    بنية النص أو مراحل تشكل الأطروحة: (أفكار النص):

    1. ما هو موقف صاحب النص من الحوار الدائر بين دعاة الفرد ودعاة المجتمع في الماضي والحاضر..؟ إن الحوار حول علاقة الفرد بالمجتمع بالنسبة ل إلياس يمثل نموذجا للآراء المتضاربة، حيث نجد أن الفريق الأول يعطي الأولوية للفرد على المجتمع، بينما الفريق الثاني يمنح الأولوية للمجتمع على الفرد، وبالتالي مع تقدم الوقت والسنين فقد هذا الحوار بريقه وجاذبيته.

    2. كيف أوضح النص أن علاقة المجتمع بأفراده ليست علاقة بين فردين متمايزين وإنما هما وجهان لعملة واحدة..؟ ان العلاقة القائمة بين الفرد والمجتمع هي علاقة تفاعل متبادل، بحيث لا يمكن للواحد منهما أن يوجد من دون الآخر. فالمجتمع ليس شيئا من دون أفراده فهو ليس موضوعا منعزلا يواجه أفراد منعزلين بل الفرد والمجتمع وجهان لعملة واحدة.

    3. أين يتجلى حضور المجتمع في اللغة المنطوقة..؟ ويتجلى حضور المجتمع في اللغة المنطوقة من خلال ترابط الضمائر فيما بينها. بحيث لا يمكن تخيل ضمير المتكلم دون ضمير المخاطب ولا ضمير الغائب لأنها علاقات مترابطة فيما بينها. كما أن (نا الجماعة) تتضمن كل الضمائر الأخرى التي ليست سوى جزء من كل.

    تحليل أطروحة النص

    المفاهيم:

    يرتكز النص من حيث بنيته المفاهيمية في مفهومين رئيسيين، وهما الفرد والمجتمع.

    مفهوم الفرد:

    ونجد في موسوعة لالاند الفلسفية أن الفرد هو الكائن الذي يعيش بذاته ويتسم بمثل هذا التمركز وهذا التناسق الوظيفي بحيث لا يمكن تقسيمه دون تحطيمه.

    والفرد في علم النفس: هو الشخص المتميز عن الآخرين بهويته ووحدته، بمعنى آخر هو شخص ذو صفات خاصة مختلفة عن الصفات المشتركة بينه وبين أبناء جنسه.

    و في علم الاجتماع، فالفرد هو وحدة من الوحدات التي يتألف منها المجتمع

    مفهوم المجتمع:

    يشير مصطلح المجتمع إلى كل مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات ومصالح متبادلة، ويعيشون على أرض مشتركة وتجمعهم روابط ثقافية دينية أو عرقية أو لغوية..

    البنية الحجاجية للنص

    اعتمد "نوربرت إلياس" على عدة آليات حجاجية لتدعيم أطروحته من بينها::

    العرض: حيث عرض للحوار القائم بين موقفين، موقف يعتبر الفرد سابق على المجتمع، وموقف آخر يعتبر المجتمع سابق على الفرد.

    حجة الدحض : حيث قام بدحض الموقف الذي يتعامل مع الفرد والمجتمع كجوهرين متمايزين. وأيضا لفكرة أن الفرد سابق عن المجتمع أو أن فكرة المجتمع سابقة عن الفرد، وذلك باستعراضه للسـجال القائم بين من يقول بأسبقية ومرجعية المجتمع ومن يقول بالعكس، أي بين من يؤكد على فعالية الفرد ومن يؤكد على اشتراط المجتمع.

    أسلوب المماثلة أو التمثيل: حيث شبه الفرد والمجتمع بالعملة النقدية، وأكد أن الفرد والمجتمع يشبهان العملة النقدية، وأنهما وجهان لعملة واحدة. وهو هنا يؤكد على ضرورة فهم الفرد في علاقته بالمجتمع، وفهم المجتمع في علاقته بالفرد، فكل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به.

    أسلوب الاستنتاج : إن "نا" الجماعة تتضمن كل الضمائر الأخرى التي ليست سوى جزء من كل.

    خلاصة تحليل النص.

    يعد نوربرت إلياس واحدًا من العلماء الاجتماعيين البارزين الذين درسوا الفرد والمجتمع. واحد من أهم أعماله هو كتابه “تحول المجتمع الأوروبي” الذي يتناول فيه تحليلًا مفصلاً للتغييرات الاجتماعية التي شهدتها أوروبا خلال الفترة الماضية.

    ويعتبر إلياس أن الفرد والمجتمع يرتبطان بشكل وثيق، ولا يمكن فهم أيًا منهما دون النظر إلى العلاقة بينهما. فالفرد ليس مجرد كائن فردي، بل هو جزء من مجتمع يتفاعل معه ويتأثر به، ومن جهة أخرى يؤثر الفرد على المجتمع ويساهم في تشكيله.

    ويعد الفرد، بالنسبة لنوربرت إلياس، نتاجًا للمجتمع الذي يعيش فيه، وليس كائنًا مستقلاً عنه. وتؤثر التغيرات الاجتماعية على الفرد وتعيد تشكيل هويته ومعتقداته وسلوكياته. وعلى الجانب الآخر، يؤثر الفرد على المجتمع بسلوكياته وقراراته، ويساهم في تشكيل القيم والتقاليد والعادات فيه.