نص الانسان الجديد
اهتدى أحمد إبراهيم شوكت إلى مبنى مجلة «الإنسان الجديد» . كان المبنى يقع في مكان وسط بين محطتَي القطار، وكان مكونًا من دورين ،صعد درجات أربعًا إلى الدور الأول، ثم سأل أول من التقى به — وكان عاملًا — عن الأستاذ عدلي كريم صاحب المجلة، فأشار الرجل إلى باب مغلقٍ في نهاية"قاعة" خالية من الأثاث حيث تراءت لافتة رئيس التحرير...تردد لحظة ثم طرقه برقَّة حتى جاءه صوت من الداخل يقول «ادخل»، ففتح الباب ودخل قائلا بصوت المعتذر: لا مؤاخذة، دقيقة واحدة ..فقال الرجل بصوتٍ رقيقٍ: تفضل ..
وتقدَّم أحمد من مكتبٍ كدِّست فوقه الكتب والأوراق، ثم سلَّم على الأستاذ الذي قام لاستقباله. شعر بالارتياح والزهو وهو يرنو إلى الأستاذ الكبير الذي تلقَّى عنه النور والعرفان في الأعوام الثلاثة الماضية، من مؤلفاته أم مجلته، فراح يملأ عينيه من الوجه الشاحب الذي وخط الشيب شعره وعلاه الكبر فلم يبقَ له من أمارات الفتوة إلا عينان عميقتان تُشعَّان بريقًا نافذًا. قال الأستاذ بلهجة المتسائل: أهلًا وسهلًا؟
فقال أحمد بلباقة: جئت لأسدد الاشتراك.
اسم حضرتك؟
– أحمد إبراهيم شوكت .
ارتسمت على جبين الأستاذ تقطيبة التذكر ثم قال: إني أذكرك، أنت أول مشترك في مجلتي. نعم، وجئتني بثلاثة مشتركين، هه؟ إني أذكر اسم شوکت، وأظنني أرسلت لك خطاب شكر باسم المجلة؟
فقال أحمد في ارتياح ممتنًّا لهذا التذكُّر الجميل: جاءني كتاب من حضرتك اعتبرتني فيه «صديق المجلة الأول»!
– هذا حقٌّ، إن مجلة الإنسان الجديد مجلة مبدأ ولا بد لها من أصدقاء مؤمنين کي تشقَّ طريقها في زحمة مجلات الصور والاحتكار، فأنت صديق المجلة، أهلًا وسهلًا، ولكنك لم تُشرفنا بالزيارة من قبل؟
– كلا، إني لم آخذ البكالوريا إلَّا في هذا الشهر.
فضحك الأستاذ عدلي كريم قائلًا: أنت فاهم أن المجلة لا يزورها إلا الحاصل على البكالوريا؟!
فابتسم أحمد في ارتباك وقال: كلَّا طبعًا، أعني أني كنت صغيرًا.
فقال الأستاذ جادًّا: "لا يليق بقارئ الإنسان الجديد أن يحسب العمر بالسنين، في بلادنا شيوخ قد جاوزوا الستين ولكنهم ما زالوا شبانًا بعقولهم، وفيها شبَّان في ربيع العمر ولكنهم معمِّرون بعقولهم ..."
وهمَّ أحمد بالقيام ولكن الأستاذ عدلي أشار إليه بالاستمرار في الجلوس وهو يقول: المجلة اليوم في شبه إجازة، أرجو أن تمكث معي قليلًا لنتحدث.
فتمتم أحمد بارتياحٍ عميق: بكل سرورٍ يا افندم.
– قلت إنك أخذت البكالوريا هذا العام، كم سنُّك؟
– ستة عشر عامًا.
– سن مبكرة، حسن، هل المجلة منتشرة في المدارس الثانوية؟
– كلا للأسف ..
– أعلم هذا، أكثرية قرائنا في الجامعة، القراءة في مصر ملهاةٌ رخيصة، ولن نتطور حتى نؤمن بأن القراءة ضرورة حيوية.
أسئلة نص الإنسان الجديد جدع مشترك آداب صفحة 52 و53
أجوبة نص الإنسان الجديد جدع مشترك آداب صفحة 53 و54
1.ما الحدث الرئيسي الذي يدور حوله النص؟
2.قسم (ي) النص إلى وحدات حكائية واقترح (ي) عنوانا مناسبا لكل وحدة؟
يمكن تقسيم النص الى ثلاث وحدات حكائية :
- الوحدة الأولى "من اهتدى الى تفضل " العنوان: زيارة مبنى المجلة
- الوحدة الثانية "تقدَّم الى بعقولهم " العنوان : تذكر المشترك الأول
- الوحدة الثالثة "وهم الى اخر النص " العنوان : دعوة للحديث
3.اجرد (ي) الشخصيات الواردة في النص وحدد (ي) نوعية العلاقة بينهما
4 أين نقع أحداث النص؟
5.ما الأوصاف التي وصف بها السارد الأستاذ عدلي كريم؟.
6.ما نوع الوصف الذي اعتمده السارد في تصوير المكان والشخصيات؟
7.بم يتميز الحوار الدائر بين أحمد إبراهيم شوكت والأستاذ عدلي كريم ؟
8.ماهي وظيفة هذا الحوارالمتخلل للسرد ؟
9. من يروي أحداث النص؟