ملخص درس حق البيئة حماية البيئة من التلوث المادي والمعنوي
مدخل القسط «حماية البيئة من التلوث المادي والمعنوي» (في رحاب التربية الإسلامية)
الوضعية المشكلة:
كان سعيد يتجول مع أصدقائه في شاطئ المدينة، وبينما هم في الطريق إذ بشاب يلقي كيسا من الأزبال وسط البحر، وعندما سأل سعيد ذلك الشاب عن سبب هذا السلوك، أجابه قائلا: البحر واسع ولا تؤثر فيه هذه النفايات القليلة.
- فما رأيك في جواب هذا الشاب؟
النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
[سورة الروم، الآية: 40]
النص الثاني:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿ … وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
[سورة الأعراف، الآية: 84]
قراءة النصوص ودراستها:
I – توثيق النصوص والتعريف بها:
1 – التعريف بسورة الروم:
سورة الروم: مكية، ماعدا الآية 17 فمدنية، عدد آياتها 60 آية، ترتيبها 30 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الانشقاق”، وقد سميت بهذا الاسم لذكر تلك المعجزة الباهرة التي تدل على صدق أنباء القرآن الكريم (هزيمة الروم)، وهي تعالج قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام.
II – نشاط الفهم وشرح المفردات:
1 – شرح المفردات والعبارات:
- البيئة: الوسط الذي يعيش فيه الإنسان وغيره من المخلوقات، وأهم عناصرها: الماء والهواء والتربة.
- التلوث المادي: تغيير سلبي يطرأ على أحد مكونات الوسط البيئي بفعل النشاط الإنساني.
- الفساد: اسم يشمل التصرفات الإنسانية الملوثة للبيئة.
2 – مضامين النصوص الأساسية:
- بيان الله تعالى أن الإنسان هو السبب في ظهور الفساد في البر والبحر مع ذكر بعض نتائج ذلك.
- نهي الله تعالى عباده عن الإفساد في الأرض الذي يعتبر التلوث أحد مظاهره.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – مظاهر التلوث المادي والمعنوي:
خلق الله تعالى الإنسان وخلق له كل ما في الأرض من خيرات، وأمره أن يحسن استغلالها ويتجنب تلويثها والإضرار بها، معتبرا ذلك من مظاهر الإفساد في الأرض، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾، والتلوث البيئي نوعان:
- التلوث المادي: هو التلوث الذي يصيب الهواء والماء والتربة، وتكون أثاره على الإنسان مباشرة وملموسة، ويشمل: الهواء من خلال تلويثه بوقود السيارات ودخان المصانع والإشعاعات النووية …، والماء بتلويثه بالنفايات السائلة والمواد الكيمائية السامة …، والتربة من خلال مطارح الأزبال والمبيدات الكيميائية والمخلفات الصناعية والقضاء عليها بالاجتثاث والرعي الجائر …
- التلوث المعنوي: وهو تلوث غير محسوس وآثاره غير مباشرة على صحة الفرد النفسية والبدنية، ومن مظاهره: التلوث السمعي أو الضوضاء كالموسيقى الصاخبة ومنبهات المركبات والكلام البذيء …، والتلوث البصري كاختفاء المظاهر الجميلة وانعدام الذوق الفني …، وانتشار الرذائل وتفشي المعاصي وسوء الأخلاق كالعري وقلة الاحترام …
II – أضرار ومخاطر التلوث المادي والمعنوي على البيئة:
- انتشار الأمراض الجسدية كالربو والأمراض الجلدية والتشوهات الخلقية.
- تعرض الإنسان للعديد من الأمراض النفسية والعصبية.
- استنزاف الموارد الطبيعية بسبب تلويث المياه الصالحة للشرب ونفوق الحيوانات وانقراض بعضها.
- اختلال التوازن البيئي بسبب موت بعض الكائنات والنباتات.
III – التوجيهات الإسلامية لحماية البيئة من التلوث المادي والمعنوي:
- تحميل الإنسان مسؤولية حماية البيئة باعتباره مكلفا بالاستخلاف في الأرض، ومؤتمن على حماية مواردها من كل أنواع التلوث.
- النهي عن التبول في المياه الراكدة والاغتسال فيها، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ: «أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ».
- الحث على إماطة الأذى عن الطريق، لقوله ﷺ: «إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
- النهي عن تلويث الأماكن العامة بالنجاسات والقاذورات كقارعة الطريق وأماكن استراحة الناس.