مفهوم الفلسفة المعاصرة

مفهوم الفلسفة المعاصرة

مفهوم الفلسفة المعاصرة

ظهرت الفلسفة الحديثة أو المُعاصرة بعد الزوال التدريجي لعصور القرون الوسطى والعصور القديمة، وقد كانت الفلسفة منذ القدم علمًا مُنفصلًا ومتطورًا، لكنها اختفت تقريبًا في زمن العصور المُظلمة، ثم ظهرت بشكل صريح في بدايات القرن السابع عشر مع نهوض أوروبا من عصور الظلام وانتشار العقلانية والعقيدة التجريبية، وقد حاولت هذه الفلسفة فصل علم اللاهوت والخُرافات الدينية عن حياة الرجال والنساء ودعتهم لإعادة اكتشاف نفسهم؛ لذلك فإن الفلسفة المُعاصرة هي محاولة لإعادة تشكيل العقل والعاطفة والنفس في مشهد جديد يُقدم لنا أول مرة أسئلة عن الحياة النهائية ويترِكَنا لإيجاد إجاباتنا الخاصة بدلًا من تلقيها من الأقدمين ومن ثقافتنا دون التفكير بها، وقد صعدت هذه الفلسفة لتُزيح أغلب الفلسفات القديمة وتسيطر على الثقافة، والعلوم الاجتماعية والتاريخية، والأنثروبولوجيا، وعلوم الاجتماع.

تاريخ الفلسفة المعاصرة

الفلسفة ومنذ نشأتها فسحت المجال لدخول النظريات من كافة المدارس الأكاديمية والديانات القديمة؛ كالطاوية، والبوذية، والكونفوشيوسية، وحتى الفلسفة اليونانية القديمة وغيرها من الفلسفات والعقائد التي بقيت مُسيطرة على الفلسفة في العالم حتى العصور الوسطى، لكن ومع حلول عصور النهضة بدأت بوادر الفلسفة الحديثة بالظهور وبدأت سيادة الفلسفة المُعاصرة التي تعتمد على العلم بشكل أكبر من اللاهوتية الدينية، أما عن تشكيل الفلسفة المُعاصرة الفعلي والمهني فقد كان في بدايات القرن العشرين في الجامعات الأمريكية، إذ أصبح التخصص الجزئي للفلسفة ضروري وواضح يُميز الفلسفة وكُل قسم من الفلسفة عن التخصصات الأُخرى، وأصبحت طبيعة الفلسفة لا تُشبه الفلسفة القديمة ولا تعتمد أبدًا على العبادة وأي فكرة دينية، وإنما تعتمد على التحليل المنطقي والتحليل الفهمي للأمور.


ما القضايا التي اهتمت بها الفلسفة المعاصرة؟

الفلسفة القديمة وفلسفة القرون الوسطى انبثقت منها وتمحورت النظريات الفلسفية المُعاصرة، وفي القرون الوسطى سيطرت الكنيسة بأفكارها على الفلسفة، لكن ومع ظهور العلم والعلماء في العصور الحديثة وعصر النهضة بدأ تقويض سُلطة رجال الدين والتركيز على العلم والعَلمانية في الفلسفة، ومع انتقال السلطة الحاكمة من الملوك والقياصرة للشعوب ظهرت معالم الفلسفة المعاصرة بشكل أكبر، ولعبت النهضة الإيطالية الدور الرئيسي في محاربة الأفكار الفلسفية القديمة بمُساعدة اليونانيين الذي هاجروا من القسطنطينية بعد سيطرة الأتراك عليها، وباختصار فإن الفلسفة المُعاصرة قد ركزت واهتمت على الأمور التقنية والفلسفة النظرية، موضحةً أن الإنسان تحت رحمة تفكيره وعقله، واتجهت ضد الفوضوية والفردية لبناء أساسات اجتماعية مُتماسكة ومتينة، وهذه الاتجاهات واضحة وصريحة وتخالف الفلسفة اليونانية واللاهوتية التي تعتمد مُحايدة الأخلاق في كل فرد عن المجتمع، كما تميزت الفلسفة المُعاصرة باستخدام الشك والتفكير كثيرًا لإثبات النظريات العلمية.

 مذاهب الفلسفة المعاصرة \مدارس الفلسفة المعاصرة

الفلسفة المُعاصرة كالفلسفة القديمة لها مذاهب خاصة بها تُميزها عن بعضها البعض، وهذه المذاهب هي:

الفلسفة الديكارتية:

الفلسفة الديكارتية من بين مذاهب الفلسفة المُعاصرة الأولى، وقد ظهرت مع الفيلسوف الفرنسي ديكارت في القرن السادس عشر، ومبدؤها الرئيسي ارتكز أساسًا على القول المشهور "أنا أعتقد إذن أنا موجود"، وبوسعك التعرف أكثر على ديكارت وفلسفته عبر تصفح مقال بعنوان: العالم رينيه ديكارت.

الفلسفة التجريبية والمثالية:

ظهرت هذه المدارس الفلسفية بعد الديكارتية وكان الفيلسوف جون لوك والفيلسوف توماس هوبز من بين أشهر روادها، وتختلف هذه الفلسفات بعض الشيء عن الديكارتية، لكنها تبقى في النهاية تسعى إلى الإحساس أكثر بكيفية معرفة الذات والعالم المحيط بالإنسان.

الفلسفة النفعية: 

تبحث الفلسفة النفعية في الأخلاق وتتصارع فيها مشاكل الحياة داخليًا بطريقة مُختلفة عن السابق، وفيها نُقارن طرق ممارسة الأخلاق في الزمن المُعاصر مع الأخلاق الفضيلة للعالم القديم، وقد كان الفيلسوف جيريمي بنثام أحد أشهر مؤيدي الفلسفة النفعية.

الفلسفة المادية: 

ظهرت بوادر هذه الفلسفة بكثرة في بدايات القرن العشرين، تحديًا بعد مجيء كارل ماركس، لكن كثيرًا ما ترتبط المادية بمذهب آخر هو المذهب الطبيعي، الذي يقول بأن العلوم المادية هي التي تسأل أفضل الأسئلة وتجلب أفضل الأجوبة.

الفلسفة الوجودية: 

تبحث الفلسفة الوجودية في وجود الإنسان وكيف جاء إلى هذا العالم دون أن يكون له رأي في ذلك أصلًا، ومن المعروف أن الفلسفة الوجودية قد بنيت على كتابات فلاسفة مشهورون؛ مثل جان بول سارتر وفريدريك نيتشه.

رواد الفلسفة المعاصرة

 أهم فلاسفة الفلسفة المعاصرة


ديكارت: الفلسفة المُعاصرة صيغت عبر الكثير من الفلاسفة المشهورين في العصر الحديث، لكنها بواقع الحال نشأت وتمحورت مع ظهور أفكار العالم الفرنسي رينيه ديكارت عام 1641 ميلادي، وقد كان ديكارت كاثوليكيًا متدينًا وعالم رياضيات بارز يعود له الفضل في إيجاد الهندسة الجبرية، وبجانب علمه الفياض رسَّخ اسمه كواحد من بين أكثر الفلاسفة تأثيرًا في التاريخ ولا زالت نظرياته تُدرس ويُقدم بها الأطروحات والمناقشات لوقتنا الحالي، وقد ركزت أطروحات ديكارت ونظرياته على الشك وخلط العلم مع الفلسفة، وأيد بشدة الحجة الأنطولوجية لوجود الله، وأصر في نظرياته على وجود خالق للكون وأنه كائن لا نهائي، وفصل وجادل بين الجسد والعقل، وشرح أنهما مادتين مستقلتين عن بعضهما البعض، وهما أكثر ما يميز الإنسان في الحياة.
سبينوزا: الفيلسوف الإيطالي باروخ سبينوزا أحد أهم الفلاسفة في عصر النهضة وممن عاصر ديكارت، ويُنظر له بأنه واحد من أعظم الفلاسفة في العصر الحديث عمومًا، وقد قدم سبينوزا فلسفة ونظريات مُختلفة كليًا عن ديكارت، جُمعت كلها في كتاب الأخلاق الذي تُشر بعد وفاته عام 1677، وقد جاء في هذا الكتاب أفكاره ونظرياته قي مُحاربة التطرف العقلي، وعلى العكس من ديكارت فإن سبينوزا نفى أنّ الشك لعب أيّ دور مفيد في تطوير الفلسفة، وأوضَّح أن الحواس البشرية لا تُعطيك أي معرفة واضحة بل هي معارف مشوشة وتفتقر للحقيقة الكافية، وقال بإمكانية الوصول للحلول والاستنتاجات حول طبيعة الكون والبشر عبر تطبيق المنطق العقلاني للأفكار الذاتية دون تدخل أي قوة أخرى.
بيركلي: الأسقف الإيرلندي جورج بيركلي هو فيلسوف لاهوتي مزج ما بين علم اللاهوت وفلسفة العالمين ديكارت ولوك، وقدم فلسفة جريئة تهدف لتغيير أفكار وتوجهات الفلسفة خاصة التي تتعلق بالدين واللاهوت، ووضح في نظرياته لزوم إعادة صياغة الفلسفة المُعاصرة والحديثة وفق قوانين جديدة عقلانية، وركَّز في دراسة نظريات الشك.
جوتفريد فيلهلم ليبنيز: جوتفريد فيلهلم ليبنيز فيلسوف ألماني وواحد من أشهر الفلاسفة المعاصرين، ولليبنيز العديد من المنشورات والكتب التي تتحدث عن نظرياته وأفكاره، التي منها اعتقاده بأن الكون يتكون من مواد بسيطة تطورت بأشكال مُختلفة، وهذه النظريات وغيرها وضعت ليبنيز كرائد تطوير لدراسات الفلسفة المُعاصرة تاركًا بصمة كبيرة في هذا العلم بجانب بصمته في كل تخصص أكاديمي عمل فيه.
جون لوك: الفيلسوف جون لوك هو أحد أشهر الفلاسفة البريطانيين على الإطلاق، وهو صاحب نظرية وأساس الفلسفة البريطانية المُسماة بالفلسفة التجريبية البريطانية، وفيها أنكر لوك وجود فكرة فطرية للبشر عن الخالق، واعتقد أنّه من الممكن إظهار وجود الله عن طريق وجودنا نحن البشر، وركز في نظرياته على الأدلة التجريبية.
----------
متى ظهرت الفلسفة المعاصرة
مفهوم الفلسفة المعاصرة pdf
مفهوم الفلسفة المعاصرة لغة واصطلاحا
الفلسفة الغربية المعاصرة
الفلسفة المعاصرة doc
أسئلة حول الفلسفة المعاصرة

تعليقات