قراءة في دليل تدبير السنة الثانية من تكوين أطر الادارة التربوية «مسلك الإدارة التربوية».
المستجد التربوي
اخر تحديث :
قراءة في دليل تدبير السنة الثانية من تكوين أطر الادارة التربوية«مسلك الإدارة التربوية»
نورالدين بن داود
بعد حالة من الفوضى التي سادت تدبير السنة الثانية من تكوين اطر الادارة التربوية حيث عمت الاجتهادات دون اية ارضية قانونية قد تشكل مرجعا للقرارات المتخذة ،وبعد محاولات للتصحيح عبر التفاعل الايجابي مع احتجاجات الاطر الادارية المتدربة (تجربة بعض المراكز)،خرجت وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة بدليل تدبير السنة الثانية من اجل رسم خارطة الطريق امام المتدربين وامام ادارة المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من اجل انجاح الموسم التكويني الحالي وتمهيد الطريق امام مأسسة مسلك تكوين اطر الادارة التربوية انسجاما مع المشروع 9 من القانون الاطار 51/17 ورغم ان لجنة صياغة الدليل وفقت الى حد كبير في رفع اللبس عن السنة الثانية من خلال تقديم اجابات ضمنية عن عديد الاشكالات المطروحة الا ان الدليل المقدم لم يجب عن الاكراهات الحقيقية والاسئلة الحارقة التي يبحث المتدربون عن اجابات لها والمتعلقة اساسا ب:
*توقيت العمل: حيث ان الدليل سكت عن ساعات التدريب وهو ما يعتبر تزكية للعمل على اساس 38 ساعة وهو الامر الذي يراه المتدربون توقيتا مجحفا يضيع عليهم فرصة التكوين الذاتي ومسايرة كل المستجدات التي تهم التكوين، كما يجعل مسالة انجاز المشروع الشخصي مسالة صعبة يصعب معها ايجاد الوقت الكافي للبحث والتقصي والاستشراف بما تقتضيه هاته العمليات من تركيز و تفرغ.
* توضيح نوع المسؤولية(التحمل الكلي للمسؤولية) في غياب الولوج لخدمات مسار وتدبير كل العمليات المرتبط بالبرنام.اضافة الى عدم التوفر على خاتم خاص و الذي يعطي شرعية اتخاذ القرارات التي تدخل في اطار المسؤوليات الموكولة للمتدرب باعتباره يمارس مهاما في اطار التحمل الكامل للمسؤولية.
* اختلاف وضعيات المتدربين بين من هو في وضعية سد خصاص ومن هو في حالة تدريب غير خاضع للخصاص مما ينتج عنه اختلاف في منهجية العمل وكذلك المهام الموكولة والعدة الوثائقية التي تستلزمها كل وضعية اثناء المزاولة للمهام الشيء الذي قد يشكل فروقات على مستوى بناء الملف التراكمي والمشروع الشخصي.
ان العمل الذي قامت به لجنة اعداد الدليل هو عمل يستحق الاحترام والتنويه ، لكن باعتباره عملا بشريا لا يرقى لدرجة الكمال فمن الضروري الانتباه للنواقص ومعالجتها من خلال المراكز الجهوية التي يبقى لها هامش التصرف متاحا عبر هياكلها المؤسسية(مجلس المركز) من اجل الاجابة على الاكراهات التي تطرحها الممارسة اهمها:
* تحديد ساعات معقولة للتداريب تتيح للمتدرب امكانية البحث والتكوين الذاتي ومواكبة المستجدات عوض اغراقه في عمل يومي روتيني يضيع عليه فرصة تكوين متين ومتنوع.