موضوع الجفاف: تعريفه وانواعه وأسبابه ونتائجه وحلوله

مقدمة عن ظاهرة الجفاف

الجفاف هو ظاهرة طبيعية تحدث بعد فترة طويلة دون هطول الأمطار. لا يؤثر الجفاف على النباتات أو الماشية في منطقة ما فحسب، بل يمثل أيضاً تهديداً كبيراً لحياة البشر. تعتبر كارثة طبيعية بالنظر إلى الضرر الذي تلحقه بالنظام البيئي بأكمله.

تتناول هذه المقالة الجفاف تعريفه، أنواعه، وأسبابه وآثاره والحلول الممكنة للتصدي له ومكافحته.

صورة توضيحية لآثار الجفاف على الأرض والنباتات

تعريف الجفاف 

الجفاف كارثة طبيعية تحدث بسبب نقص المياه أو انعدامها سواءً كانت ناتجة من انحباس أو نقص كمية الأمطار عن معدلاتها بشكل ملموس أو سوء توزيعها لفترة من الزمن.

يعتبر الجفاف حدثًا مناخياً استثنائياً ولكنه طبيعي، يتميز بنقص المياه على مدى فترة طويلة أو قصيرة.

الجفاف بالفرنسية: La sécheresse

المناطق الأكثر تضرراً بالجفاف

يمكن أن تؤثر فترات الجفاف على أي بلد يستوفي الظروف المناخية التالية: انخفاض في هطول الأمطار مصحوبًا بدرجات حرارة عالية. المناطق الأكثر عرضة للجفاف هي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.والأماكن التي لا تتعرض للجفاف هي المناطق القطبية وشبه القطبية لأنها مغطاة بالكامل بالجليد.

أماكن حدوث الجفاف في العالم

كانت أهم حالات الجفاف في السنوات الأخيرة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي والمكسيك وشمال شرق البرازيل وأجزاء من الصين والهند وروسيا، وكذلك جنوب أوروبا وإفريقيا وغرب آسيا

أنواع الجفاف

هناك أنواع مختلفة من الجفاف. لا يعني عدم هطول الأمطار بالضرورة جفاف التربة ، كما أن الاحتياطيات الكبيرة من المياه الجوفية لا تمنع النباتات من التعرض للعطش في الصيف عندما لا تمطر:

1. الجفاف حسب الأرصاد الجوية  "la sécheresse météorologique" 

يحدث عندما تكون كمية الأمطار للموسم المطري أقل من المعدل العام، والسبب هو الأحوال الجوية التي أدت إلى نقص في هطول الأمطار.

2. الجفاف الزراعي أو جفاف التربة

الجفاف الزراعي  "la sécheresse agricole" هو نقص في كمية الأمطار، إذ لا تلبي الاحتياجات النباتية أو تكون نسبة التبخر والنتح أكبر من نسبة الماء المروية.

جفاف التربة هو عجز سطحي في المياه ، يتراوح عمقه من متر إلى مترين. يرتبط هذا النوع من الجفاف بغياب المطر ولكن أيضًا بالنباتات: في الشتاء ، عندما يكون الغطاء النباتي في حالة راحة ، لا يؤدي قلة الأمطار بالضرورة إلى جفاف التربة ، لأن الجذور تمتص القليل جدًا من الماء. من ناحية أخرى ، في الربيع أو الصيف ، عندما يكون الغطاء النباتي نشطًا ويسحب الماء من التربة لإطلاقه في الغلاف الجوي عن طريق التبخر النتح ، تجف التربة بسرعة أكبر.

3. الجفاف الهيدرولوجي (المائي)

 الجفاف الهيدرولوجي 'la sécheresse hydrologique ' ( أو المائي ) هو نقص كمية المياه لان فترة هطول الأمطار قصيرة وانخفاض منسوب المياه في البحيرات والأنهار وأماكن تخزين المياه عن الحد الطبيعي ولفترة زمنية معينة وتكون نسبة التبخر أعلى من نسبة الهطول، وبالتالي فإن نقص كمية المياه يؤثر على مصادر المياه للاحتياجات البشرية وتصبح مصادر المياه غير كافية لتلبية الاحتياجات السكانية.

نتحدث عن الجفاف الهيدرولوجي عندما يكون مستوى منسوب المياه الجوفية والبحيرات والأنهار والجداول منخفضًا.

4. الجفاف الاقتصادي والاجتماعي

 الجفاف الاقتصادي والاجتماعي"Socioeconomic drought" يحدث عندما يكون الطلب على السلع أكثر من العرض كنتيجة لنقص موارد المياه التي أدت إلى نقص الحبوب والأعلاف والغذاء كنتيجة لتغيرات الأحوال الجوية، حيث تكون المياه غير كافية لتلبية احتياجات الإنسان والبيئة.

أسباب الجفاف

  • نقص المياه: هو السبب الرئيسي للجفاف.
  • ارتفاع درجات الحرارة: يزيد من ظاهرة الجفاف بسبب زيادة التبخر والنتح.
  • الأنشطة البشرية: تزيد من حدة الجفاف، خاصة سوء إدارة احتياطيات المياه.
  • الاستهلاك المفرط للمياه: للأنشطة الزراعية والصناعية والمنزلية، ما يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية.
  • الممارسات الزراعية غير المستدامة: زراعة محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه في مناطق جافة.

نتائج الجفاف - عواقب الجفاف 

  • العواقب على النباتات: موت الأشجار والنباتات، وزيادة خطر اندلاع الحرائق.
  • العواقب على التربة: قد تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية عند عودة الهطول الغزير.
  • عواقب الحياة البرية: تضطر الحيوانات إلى الهجرة بحثاً عن الماء، مما يخل بالنظام البيئي.
  • العواقب على البشر: ارتفاع خطر المجاعة والأوبئة وزيادة الهجرات المناخية.
  • التأثيرات على الزراعة: انخفاض الإنتاج الزراعي وخسارة المحاصيل بسبب الإجهاد المائي.
  • التأثيرات على إمدادات مياه الشرب: انخفاض منسوب المياه يؤدي إلى قيود على الاستخدامات المختلفة.

حلول الجفاف: مكافحة الجفاف

تتطلب حلول الجفاف استراتيجيات شاملة ومستدامة:

1. التحول إلى الطاقات المتجددة

الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.

صورة توضيحية للطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية)

2. زراعة الأشجار

غرس الأشجار هو أفضل طريقة لتقليل الضرر الناجم عن الجفاف وتحسين البيئة.

3. تقنية استمطار السحب

إطلاق مواد معينة في السحب لتكثيف بخار الماء والحصول على المزيد من قطرات المطر.

4. حصاد الضباب

بناء منشآت لحصاد الرطوبة من الهواء وتكثيفها للحصول على مياه، كمشروع حصاد الضباب الناجح في المغرب.

حصاد الضباب المغرب

5. تحلية مياه البحر

عملية إزالة الأملاح الزائدة من المياه لتوفير مصادر جديدة للمياه العذبة، باستخدام تقنيات مثل التقطير الحراري أو الغشائي.

6. إدارة المياه والزراعة المستدامة

  • تكييف المحاصيل: اختيار محاصيل وممارسات زراعية تقلل من استهلاك المياه.
  • بناء البنى التحتية: بناء الآبار والقنوات والسدود لتخزين المياه.
  • معالجة مياه الصرف الصحي: لإعادة استخدامها.
  • التوعية البيئية: تثقيف الجمهور بأهمية الحفاظ على المياه.
  • سياسات حكومية صارمة: للحد من الممارسات التي تزيد الجفاف.

أمثلة إقليمية: الجفاف في المغرب والجزائر

الجفاف في المغرب

شهد المغرب أسوأ موجة جفاف منذ عقود، حيث انخفض معدل هطول الأمطار بنسبة كبيرة عن المتوسط، مما أثر بشدة على القطاع الزراعي. تظهر الإحصائيات أن موجات الجفاف تحدث الآن كل عامين بدلاً من مرة كل عقد، مما استدعى برامج حكومية للتخفيف من حدة الأزمة.

الجفاف في الجزائر

تشتهر الجزائر بحالات الجفاف التي امتدت لعدة سنوات. إن النقص طويل الأمد في هطول الأمطار في المناخ شبه الجاف له آثار مدمرة على الزراعة الجزائرية.

اقرأ أيضاً: موضوع التصحر: أسبابه ونتائجه وطرق مكافحته

تعليقات